الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009

أيــام معدودة ويرحل عام آخر


أيام معدودة ويرحل عام آخر .. نطوي صفحاته لتلحق بما مضى من صفحات .. أتسال ما جدوى احتفال إنسان بعام جديد ؟؟ بل بصفحات جديدة في كتاب حياته .. في ظل تشابه صفحات المستقبل بالماضي .. في ظل ثباته على موقفه !! تطلعه لحياة أفضل وفي ذات الوقت عدم تحريكه ساكنا لذلك التطلع أو لتلك الرغبة .. و لو بمجرد محاولة التفكير في كيفية المضي قدما في سبل .. تغير المسار الحالي لنهاية الكتاب .. أهو ثبات على موقف ؟؟ أم خوف و يأس من التغير ؟؟

عام جديد يطل علينا .. ما هو إلا فصل من فصول ذلك الكتاب. ذلك الكتاب الذي كتب في أول صفحاته اسم بطل الكتاب .. وخطت مقدمته و أول أحرفه في لحظة الخروج لهذا العالم، ولن يكتب فصل الخاتمة إلا بعد أن يورى الثرى على البطل في آخر ساعة له على هذه البسيطة، ليسدل الستار، وينتهي كل شيء. جمعينا على يقين أن تلك القصة أو ذلك الكتاب سيطوى في يوم من الأيام مهما تعددت صفحاته و زاد أبطاله .. ستكتب الخاتمة حتما في يوما من الأيام في لحظة ما أبينا أم رغبنا لتنهي بذلك فصولاً وقصصاً كنا على موعد معها فكنا نحن أبطال تلك القصص و مؤلفي فصول هذا الكتاب.

ولن يبقى سوى ذلك الكتاب شاهداً على أحداث و أبطال أخرين لم تكن لتكتمل القصة دونهم .. كتاب لا يمحى مع مرورالأزمان، فأهمية الكتاب بأهمية أفعال صاحبه.. وعلى الرغم من الأهمية القصوى لذلك الكتاب لدى بطلها فسيأتي يوما ما و ينسى مع مرور الوقت سيبقى أسير الأرفف فقط لبضع قرون أو عقود .. لأنه ببساطة سيفتح من جديد ، وسيعاد عرضه في قاعة العرض الأكبر أمام جمهور عريض، فالجميع مدعوون لحضور معرضا للكتاب لا يوجد به شيء مثير أو مشوق بأي حال من الأحوال.

فكل منا بطل، كاتب مخرج أوممثل في كتابه أو كتاب غيره، مقدار نجوميته يحدده مقدار تفانيه و إخلاصه في عمله . وعلى الرغم من ذلك فليس له أن يختار مساحة الدور الذي سيلعبه ولا التعديل في النصوص أو التنسيق والتنميق أو حتى إخراجه أو الحصول على أجر مقابل النشر أو التوزيع فهو يعمل ويكتب من أجل نفسه .. وكل خطوة وهمسة مدونة على صفحات ذلك الكتاب.

ففكرة تقسيم الكتاب إلى أبواب و فصول قد تسهل من عملية تصفح الكتاب مماثلة إلى حد ما فكرة تقسيم حياة الإنسان لعقود وقرون .. أيام شهور وسنين .. ومع دخول أي مرحلة جديدة من المراحل السابقة توجد ثلاتة منطقية أين أنا الآن أو ما هو وضعي الحالي ؟؟
أين أريد أن أكون أو ما هي طموحاتي المستقبلية ؟؟
كيف سأبلغ تلك المرحلة أو ما هي الوسائل المطلوبة ؟؟

فهل فكر أي منا يوما أن يعيد قرأت كتابه بدخول العام الجديد .. تصفح فصول حياته، لتنميق و إعادة صياغة جمل حياته، وحذف ما لا يصلح، وإضافة تغير يطمح الوصول إليه .. حتى لا تمر عليه لحظات خجل من نفسه ومما كتب أمام ذلك الجمهور العريض و لجنة التحكيم ؟؟؟

الخميس، 19 نوفمبر 2009

مـن هـُـنــا ..

من هنا .. من أقصى الشمال .. في بقعة ما في عالمنا ..
حيث لا تجد قيمة للحياة .. وسط زحام الطموح ..
و لاطعم للحياة .. رغم زخم النجاح ..

أكاد لا أري نفسي وسط الكم الهائل من التضارب لأفكاري ..
خطواتي متثاقلة .. بعد أن كانت في تحدٍ دائم مع عقلي ..
تتحداه في الوصول لما يتطلع إليه بأقصر الطرق بل وفي أقل وقت ..
لم تعد الخطوات هي تلك الخطوات ..
حينها أدركت أني في حاجة ملحة لترتيب أولوياتي ..
إعادة صياغة لجدوى بقائي ..

من هنا من مفترق الطرق .. لا أعلم أي طريق أسلك ..
ضعف .. عجز .. يأس .. مدقع .. لا أبصر لهم أي سبب مقنع.