الجمعة، 28 مارس 2014

علمونا ..

علمونا أن النقص كمال ..
 وأن الثقة خذلان.
 علمونا أن المحبة ضعف ..
 وأن الصمت فضيلة.
 علمونا أن العشق كذبة ..
 وأن الانتظار بلاهة.
 علمونا أن الوحدة راحة ..
 وأن الحب ندم و ألم.
 علمونا أن الغدر خلاص..
 وأن الخيانة والقسوة هما الأصل.
علمونا أن الصدق خدعة ..
 وأن الاحتفاظ بنقائنا وهم.
 علمونا أن ندعي اللامبالاة ..
 وأن نحترق في صمت .. !
 علمونا وعلموا علينا فشكراً من القلب.

الأحد، 9 مارس 2014

إسكان السيسي !!

- المتحدث العسكري للقوات المسلحة أطلق اليوم المشير عبد الفتاح السيسي حملة "من أجل شباب مصر" لحل مشكلة الإسكان للشباب ذوى الدخل المحدود، والتى تبدأ بالإتفاق على إنشاء مليون وحدة سكنية بالتعاون بين شركة "أرابتك" الإماراتية والقوات المسلحة المصرية خلال السنوات الخمس القادمة.
- السيسى يعلن استقالته الثلاثاء.. ويقدمها للحكومة الأربعاء.

قرأت الخبرين تباعاً فتبادر لذهني أسئلة لا حصر لها على الرغم من احتمالية وجود جدوى للمشروع في حالة تم تنفيذه قد يساهم في خلق فرص عمل وحل مشكلة عدد لا بأس به من محدودي الدخل إذا كان فعلا يستهدف محدودي الدخل. كان أول الأسئلة بعد معرفتي بتكلفة المشروع وهي 40 مليار دولار من سيتحمل تكلفة الأربعين مليار دولار ؟!!

سؤال كهذا لا أجد له سوى إجابتين إما الجيش أو الإمارات !! إذا كان الجيش من سيتحمل التكلفة فكيف للسيسي أن يشكو من حالة و ظروف البلد صعبة ؟! وإذا كانت الإمارات هي من سيتحمل تكلفة 40 مليار دولار فما هو المقابل "مفيش حاجة من غير مقابل "؟!! "يطلع يقولك" لا تمويل إماراتي فقط و160 مليون متر منحة من وزير الدفاع. فماهي صفة وزير الدفاع ليقوم بمنح أراضي ؟! "بص كدا على الخبر التاني وأنت تعرف بس أوعى يجي في بالك أنه دا السكر و الزيت" !!

مليون وحدة سكنية بتعاون مشترك بين الجيش والإمارات تضيف بعداً جديداً لتوظيف الجيش في خدمة حملة وزير الدفاع وتضيف ملايين الدولارات في جيوب المقاولين المقربين من الجيش في حال تم تنفيذ المشروع هذا اذا افترضنا أن الجيش لن يقوم هو بتنفيذ المشروع. ولكن بقراءة الكثير عن المشاريع السابقة للجيش فوزارة الدفاع تملك جهاز الخدمات والإدارة الهندسية والذي في أغلب الظن سيقوم بتنفيذ المشروع بالاستعانة بالمجندين كما يحدث في أغلب مشاريع القوات المسلحة أي دون اللجوء لشركات مقاولات خارجية أو عمال فأين المليون فرصة عمل التي سيخلقها المشروع كما قيل في المؤتمر المشترك بين السيسي وحسن سميك ؟!

سؤال آخر لم أجد له إجابة منطقية إذا كانت تكلفة المشروع 40 مليار دولار أي ما يساوي 280 مليار جنية مصري بقسمتهم على مليون وحدة سكنية أي أن ثمن الوحدة السكنية يساوي 280 ألف فإذا كان محدود الدخل في مصر يملك 280 الف أي أكثر من ربع مليون جنية فلماذا سينتظر خمس سنوات مدة انتهاء المشروع في حين توفر وحدات سكنية بأسعار مقاربة في الوقت الحالي؟!! إذا فهي ليست لمحدودي الدخل كما يقال. السؤال الأخير هل سيكون إسكان السيسي على غرار إسكان مبارك للشباب حين وعد في 2005 قبيل الانتخابات الرئاسية بإنشاء مليون وحدة سكنية في خمس سنوات ولم يتم بناء سوى 260 ألف وحدة سكنية فقط حتى الان ؟

السبت، 1 مارس 2014

حين يصبح الحاكم هو الوطن !!

كثير من الدول التي ظهرت في القرن الأخير في منطقتنا قامت على أساس مبايعة الشعب لشخص ما يحمل الكثير من صفات العظمة والسمو، تلك المبايعة ليست بعيدة عن أصل تلك الشعوب القائم على الولاء التام لشيخ القبيلة، فعلى الرغم من مظاهر الحضارة والدولة الحديثة التي تتمتع بها تلك الدول وعلى الرغم من أنها في الظاهر تملك كل شكليات الدول من وزارات وبعض مجالس نيابية إلا أن مفهوم الدولة بمعناه الحقيقي لم يترسخ بعد!!

فصاحب السمو والوطن كيان واحد لا يتجزأ و انتقادك لصاحب السمو يعني انتقادك للوطن والحط من قيمة الدولة وكرهك لصحاب السمو يعني كرهك لوطنك، أضف إلى ذلك أن الوطن بما فيه ومن عليه في عداد الملكية الخاصة لصاحب السمو، والدخل القومي ماهو إلا دخل لصاحب السمو يقدم منه لمن أراد ويوزعه بالطريقة التي يراها، فتظهر أنها هبات يقدمها صاحب العظمة لشعبه، وأن الشعب بدون هبات صاحب السمو سيكون الهلاك هو مصيره الأوحد، يأتي هذا الدور ترسيخا لدور شيخ القبيلة المسئول عن توفير الغذاء والماء مقابل الولاء، فعلى الرغم من أن الشعب في الأساس لم تكن له حرية اختيار هذا القائد الفذ وبالتالي فحرية انتقاده أو عزله غير وارده!!

كنت أعتقد أن طبيعة الشعوب مختلفة وأن الشعب المصري بماله من تاريخ سيكون بعيد كل البعد عن نموذج الولاء والمبايعة لصاحب سمو، فعلى الرغم من العقود الطويلة للديمقراطية الشكلية التي مر بها الشعب المصري تخللها الكثير من الانتخابات الصورية و التزوير الفاضح والمستتر، ومع ذلك في أحلك الأوقات في مصر كانت هناك رغبة وإصرار على استمرار مظاهر الديمقراطية وإن كانت شكلية، ذلك لأن الشعب كان يرفض فكرة أن تكون مصر عزبة لأحد، كان الولاء الأول لمصر وليس لحكام مصر، على الرغم من تقدير فئات مختلفة من الشعب في أوقات مختلفة لحاكم بما يتوافق مع مصالحهم إلا أنه في ذات الوقت لم يكن انتقاد الحاكم في مصر ينتقص من وطنية المُنتقِد أو يقلل من حبه لوطنه ويجعله في خانه الخائن والكاره لمصر.

بعد مطالبة مثقفين مصريين ومن يعتبرون نفسهم نخبة مصر أضف إليهم عامة الشعب من البسطاء ممكن يطالبون بمبايعة شخص يروا أن الوطن يتخلص فيه، لم أعد أرى أي فرق بين شعوب لها دور و قيمة حضارية "كما كانت مصر" ترى أن الوطن هو الوطن وأن الحاكم حاكم لا يمكن جعله بقيمة وطن "كمصر" مهما كان حجم شخصه أو انجازه أو دوره التاريخ وأن الولاء للوطن وليس للحكام، وبين شعوب ناشئة على القبلية لا تزال قائمة على أن الوطن هو الحاكم والحاكم هو الوطن ويصبح كل من ينتقد الحاكم في عداد الخارجين عن القبيلة مستحق للتخوين والإعدام !!