‏إظهار الرسائل ذات التسميات قضــايــا بـَصْـمة للحيــاة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قضــايــا بـَصْـمة للحيــاة. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 4 مايو 2014

جمهورية مصر الأتوقراطية



حالة من الرمادية والفوضى تعم مصر يجتمع فيها متناقضين و أكثر أهمهما الخوف والأمل، الجميع يدعِي مقدرته على تقنين الفوضى وحل المتناقضات، ولكن السؤال الأصعب سؤال المرحلة وكل مرحلة مصر إلى أين ؟!!

 جدير بالتأمل أنه منذ عهد عبدالناصر حتى السيسي الحكم في مصر حكم أتوقراطي بشكل أوبآخر المقصود بالأتوقراطية هي القيادة الإستبدادية المتمركزة حول شخص واحد المستبد العادل العنيد المتشدد، فهو شخص يتظاهر بالتمسك بالنظم والقواعد والقوانين لتعظيم نفوذه و سلطانه، كما أنه غالبا ما يتسم بغياب الرؤية السياسية والفكر الإبداعي مما يؤدي بطبيعة الحال إلى غياب العدالة الإجتماعية والديمقراطية والعجر عن الإصلاح حتى لو أراد، فالديمقراطية من منظورهم  ليست غاية إنما هي وسيلة للوصول للسلطة والسيطرة عليها ومن ثم التشبث بالحكم للمحافظة على مكتسباتهم و خوفا من تبدد امتيازاتهم.

فمنذ عهد عبدالناصر حتى العهد الحالي عمد جميع من حكم مصر إلى زيادة سطوة مؤسسة الرئاسة وتعميق المركزية وإقصاء أي مراكز للقوى قد تنافس في أي وقت، فإقصاء مراكز القوى في الحقيقة يتلخص بشكل أو بآخر في التخلص من كافة أشكال الإنتماءات السياسية في أجهزة الدولة وضمان ولائها لمكتب الرئيس فقط لا غير، فمنذ قيام الحزب الوطني الديمقراطي كان هدفه الرئيسي احتواء النخب من الطبقات الوسطى والرأسماليين. مما أدى بتلك النخب إلى أن تعيش في ظلَ مكتب الرئاسة المصرية بما يضمن لها مناصب شتى مقابل الولاء التام، وعلى الرغم من ذلك فالولاء ليس ضمانة فسطوع نجم أي من رجال الدولة كفيل بإزاحته وركله إلى الخارج. 

نظراً إلى المركزية التي يتميز بها النظام السياسي المصري والقوة الكبيرة لمنصب الرئيس كان الأسلوب الأمثل هو الإحتواء، فاحتواء النخب المصرية والسماح لهم بالعبور للمجال السياسي بمقدار محدد كان هدف لزعماء مصر. ففي الواقع لم يكن مهما للحصول على منصب في الحزب الحاكم أن يحمل العضو أيديولوجية معينة، فقد حدث أن ضم مبارك مرشحين مستقلين بعد فوزهم بانتخابات البرلمان للحزب الحاكم، كما تم تأسيس عدد من المؤسسات والمجالس التي كانت وظيفتها احتواء النخبة من من لا تلائمهم المنافسة على البرلمان سيء السمعة كمجلس حقوق الإنسان والقومي للمرأة والمجلس الأعلى للسياسات وهو مجلس تابع للحزب الحاكم وأعضاءه يصبحون بشكل أو بآخر أعضاء في الحزب الحاكم أي أنه احتواء مؤسسة داخل مؤسسة أخرى، هذه العملية في الأساس كانت تهدف إلى احتواء النشطاء في مجال حقوق الإنسان والمثقفين الذين قد يشكلون مصدر إزعاج للرئيس وحاشيته عبر السماح لهم بالمشاركة في المجال السياسي داخل النظام نفسه. يتضح أن سياسية الإحتواء هي السياسية المتبعة في النظام المصري وضم النخبة المجتمعية إليها من دون أن يكون لهذه النخب أي قوة حقيقية أو نفوذ سياسي، كانوا يعيشون وهم ممارسة النقد السياسي.

النموذج المصري متمثلا في الإحتواء يعني في النهاية بالسماح لهامش نقد بعض مؤسسات الدولة والتفاعل مع النقد في بعض الأحيان بإجراء تعديلات تمس شخصيات مهمة في الدولة، فبنية النظام الأتوقراطي المصري أقرب لوعاء يستخدمه مكتب الرئيس لاحتواء معارضيه وتوزيع منافع رمزية عليهم، ولكن من المفيد ذكر أن تعاقب وتوالي الاحتقانات في مصر يؤدي إلى انفجار كبير وإلى تقويض نظام الإحتواء وتمرد قطاع كبير من النخب السياسية على مؤسسات النظام يبدأ عادة بالمقاطعة وينتهي بالإستعداء ومن ثم الاختيار بين النفي أو القتل أو الخلع أو العزل. 

الأحد، 9 مارس 2014

إسكان السيسي !!

- المتحدث العسكري للقوات المسلحة أطلق اليوم المشير عبد الفتاح السيسي حملة "من أجل شباب مصر" لحل مشكلة الإسكان للشباب ذوى الدخل المحدود، والتى تبدأ بالإتفاق على إنشاء مليون وحدة سكنية بالتعاون بين شركة "أرابتك" الإماراتية والقوات المسلحة المصرية خلال السنوات الخمس القادمة.
- السيسى يعلن استقالته الثلاثاء.. ويقدمها للحكومة الأربعاء.

قرأت الخبرين تباعاً فتبادر لذهني أسئلة لا حصر لها على الرغم من احتمالية وجود جدوى للمشروع في حالة تم تنفيذه قد يساهم في خلق فرص عمل وحل مشكلة عدد لا بأس به من محدودي الدخل إذا كان فعلا يستهدف محدودي الدخل. كان أول الأسئلة بعد معرفتي بتكلفة المشروع وهي 40 مليار دولار من سيتحمل تكلفة الأربعين مليار دولار ؟!!

سؤال كهذا لا أجد له سوى إجابتين إما الجيش أو الإمارات !! إذا كان الجيش من سيتحمل التكلفة فكيف للسيسي أن يشكو من حالة و ظروف البلد صعبة ؟! وإذا كانت الإمارات هي من سيتحمل تكلفة 40 مليار دولار فما هو المقابل "مفيش حاجة من غير مقابل "؟!! "يطلع يقولك" لا تمويل إماراتي فقط و160 مليون متر منحة من وزير الدفاع. فماهي صفة وزير الدفاع ليقوم بمنح أراضي ؟! "بص كدا على الخبر التاني وأنت تعرف بس أوعى يجي في بالك أنه دا السكر و الزيت" !!

مليون وحدة سكنية بتعاون مشترك بين الجيش والإمارات تضيف بعداً جديداً لتوظيف الجيش في خدمة حملة وزير الدفاع وتضيف ملايين الدولارات في جيوب المقاولين المقربين من الجيش في حال تم تنفيذ المشروع هذا اذا افترضنا أن الجيش لن يقوم هو بتنفيذ المشروع. ولكن بقراءة الكثير عن المشاريع السابقة للجيش فوزارة الدفاع تملك جهاز الخدمات والإدارة الهندسية والذي في أغلب الظن سيقوم بتنفيذ المشروع بالاستعانة بالمجندين كما يحدث في أغلب مشاريع القوات المسلحة أي دون اللجوء لشركات مقاولات خارجية أو عمال فأين المليون فرصة عمل التي سيخلقها المشروع كما قيل في المؤتمر المشترك بين السيسي وحسن سميك ؟!

سؤال آخر لم أجد له إجابة منطقية إذا كانت تكلفة المشروع 40 مليار دولار أي ما يساوي 280 مليار جنية مصري بقسمتهم على مليون وحدة سكنية أي أن ثمن الوحدة السكنية يساوي 280 ألف فإذا كان محدود الدخل في مصر يملك 280 الف أي أكثر من ربع مليون جنية فلماذا سينتظر خمس سنوات مدة انتهاء المشروع في حين توفر وحدات سكنية بأسعار مقاربة في الوقت الحالي؟!! إذا فهي ليست لمحدودي الدخل كما يقال. السؤال الأخير هل سيكون إسكان السيسي على غرار إسكان مبارك للشباب حين وعد في 2005 قبيل الانتخابات الرئاسية بإنشاء مليون وحدة سكنية في خمس سنوات ولم يتم بناء سوى 260 ألف وحدة سكنية فقط حتى الان ؟

السبت، 1 مارس 2014

حين يصبح الحاكم هو الوطن !!

كثير من الدول التي ظهرت في القرن الأخير في منطقتنا قامت على أساس مبايعة الشعب لشخص ما يحمل الكثير من صفات العظمة والسمو، تلك المبايعة ليست بعيدة عن أصل تلك الشعوب القائم على الولاء التام لشيخ القبيلة، فعلى الرغم من مظاهر الحضارة والدولة الحديثة التي تتمتع بها تلك الدول وعلى الرغم من أنها في الظاهر تملك كل شكليات الدول من وزارات وبعض مجالس نيابية إلا أن مفهوم الدولة بمعناه الحقيقي لم يترسخ بعد!!

فصاحب السمو والوطن كيان واحد لا يتجزأ و انتقادك لصاحب السمو يعني انتقادك للوطن والحط من قيمة الدولة وكرهك لصحاب السمو يعني كرهك لوطنك، أضف إلى ذلك أن الوطن بما فيه ومن عليه في عداد الملكية الخاصة لصاحب السمو، والدخل القومي ماهو إلا دخل لصاحب السمو يقدم منه لمن أراد ويوزعه بالطريقة التي يراها، فتظهر أنها هبات يقدمها صاحب العظمة لشعبه، وأن الشعب بدون هبات صاحب السمو سيكون الهلاك هو مصيره الأوحد، يأتي هذا الدور ترسيخا لدور شيخ القبيلة المسئول عن توفير الغذاء والماء مقابل الولاء، فعلى الرغم من أن الشعب في الأساس لم تكن له حرية اختيار هذا القائد الفذ وبالتالي فحرية انتقاده أو عزله غير وارده!!

كنت أعتقد أن طبيعة الشعوب مختلفة وأن الشعب المصري بماله من تاريخ سيكون بعيد كل البعد عن نموذج الولاء والمبايعة لصاحب سمو، فعلى الرغم من العقود الطويلة للديمقراطية الشكلية التي مر بها الشعب المصري تخللها الكثير من الانتخابات الصورية و التزوير الفاضح والمستتر، ومع ذلك في أحلك الأوقات في مصر كانت هناك رغبة وإصرار على استمرار مظاهر الديمقراطية وإن كانت شكلية، ذلك لأن الشعب كان يرفض فكرة أن تكون مصر عزبة لأحد، كان الولاء الأول لمصر وليس لحكام مصر، على الرغم من تقدير فئات مختلفة من الشعب في أوقات مختلفة لحاكم بما يتوافق مع مصالحهم إلا أنه في ذات الوقت لم يكن انتقاد الحاكم في مصر ينتقص من وطنية المُنتقِد أو يقلل من حبه لوطنه ويجعله في خانه الخائن والكاره لمصر.

بعد مطالبة مثقفين مصريين ومن يعتبرون نفسهم نخبة مصر أضف إليهم عامة الشعب من البسطاء ممكن يطالبون بمبايعة شخص يروا أن الوطن يتخلص فيه، لم أعد أرى أي فرق بين شعوب لها دور و قيمة حضارية "كما كانت مصر" ترى أن الوطن هو الوطن وأن الحاكم حاكم لا يمكن جعله بقيمة وطن "كمصر" مهما كان حجم شخصه أو انجازه أو دوره التاريخ وأن الولاء للوطن وليس للحكام، وبين شعوب ناشئة على القبلية لا تزال قائمة على أن الوطن هو الحاكم والحاكم هو الوطن ويصبح كل من ينتقد الحاكم في عداد الخارجين عن القبيلة مستحق للتخوين والإعدام !!

الجمعة، 20 سبتمبر 2013

ميزان العلاقات المهتوك عرضه !!

حين أتأمل علاقات الرجال بالنساء في مجتمعاتنا.. تتملكني دهشة تصل إلى حافة الذهول .. كونها علاقات ليست سوية في قوامها وجوهرها وتقوم على مبدأ التسلط والامتلاك لاعلى المشاركة والصداقة والانسجام والتناغم والحوار والتفاهم .. تتأرجح بين كفتي التطرف فالرجل أو المرأة إما ظالم أو مظلوم .. مستبد قاس أوخانع مستكين راض بوضعه ومتكيف مع قدره .. متعايش مع سوء حظه.

فكثيراً ما تقتصر نظرة طرف للآخر و تتعمق لتضرب بجذورها في بنية العلاقات الإجتماعية برمتها .. لتجعل من الاستبداد والتسلط رمزا مهيبا نطل عليه باحترام وتبجيل .. وتنحصر العلاقات عندنا في هذا المفهوم فمن امتلك زمام القوة الغاشمة حاز بالتالي نظرة الاحترام والتبجيل والتقدير. ومن امتلك زمام القوة الغاشمة أيضا استطاع أن يخضع الطرف الآخر في أية علاقة وتمكن من الهيمنة والسيطرة عليه .. وبالتالي لا مكان في بنيتنا الاجتماعية لعلاقات قوامها الندية والمساواة والحوار والتفاهم !!
 
يظل الإنسان كائن مثير للدهشة والشفقة معا  ..لأن تكوينه يحفل بالمتناقضات والرغبات المتضادة التي تتواجد جنبا إلى جنب في كيان واحد وتجعل تحقيق احدها لا بد أن يكون على حساب الأخرى وهذا دون شك يزيد من تعقيد علاقة الرجل بالمرأة !! فكيف يستطيع الإنسان أن يوفق بين ذلك التوق إلى الانعتاق والحنين إلى الحرية من جانب والرغبة في الاستقرار والاحساس بالأمان من جانب آخر ؟! وكيف يستطيع أن يوائم بين إحساسه الجارف بالذاتية والفردية واحتياجاته العاطفية التي تجعله يتوحد مع شخص آخر ويخضع لتقلباته النفسية والمزاجية ؟!

 كيف يستطيع أن يوفق بين الاحساس بالملل المرافق للاستقرار وبين رغبته الكاسحة في رؤية حيوات جديدة وخوض تجارب لم يسبق له أن خبرها .. معادلات صعبة يظل الانسان أبدا عاجزا عن حلها !!  ولكن يتوجب عليه حين يحاول فك طلاسم هذه المعادلة أن يضعها على ميزان العدل والمساواه فلا تطغى كفة على أخرى ولا طرف على الاخر .. فما أن تطغى كفة على الأخرى سينتج عنها علاقة مشوهه هشة حتى وإن كان مظهرها قوي !!

ومضة : جبروت منك لما تبقي ظالم .. و تبين إنك مظلوم !!

الخميس، 30 مايو 2013

الإسلام بريء من المنفرين !!


بعد ذبح الجندي البريطاني في إحدى شوارع العاصمة البريطانية لندن على يد المسلم النيجري وكان قد ذبحة بحجة الدفاع عن الإسلام وبدافع ديني بحت!!  سيطر عليّ سؤال واحد هو ماذا قدم المسلمون للعالم في اخر مئة عام ؟؟!! حتى يبحثوا عن التمكين و الخلافة الإسلامية والحلم ببسط سيطرتهم على العالم وهل ستكون تلك الخلافة والتمكين بذبح كل من يخالفهم الرأي والدين والعقيدة وحتى المذهب .. ماذا قدموا للعالم لبلوغ حلم السيطرة سوى جهل وفقر وتبعية ؟؟!! ماذا قدموا للعالم سوى عنف وطائفية وعنصرية ؟؟!! فكيف لمن هو في المؤخرة أن يحلم بالسيطرة ؟؟ كيف للمتخلف عن الركب أن يتحكم بفرض سيطرته على من هو حاضر وبقوة ؟؟

هي صور قاسية ومخجلة ومهينة لكنها واقعية وحقيقة .. المسلمون أصبحوا رعاة الإرهاب والعنف والفوضى في العالم .. لولا جهلنا وتأخرنا لما سمحنا للآخر أن يفرض علينا تبعية .. وعلى الرغم من ذلك مازلنا ننكر الداء والعلة ونسطر المئات من الحجج لنرمي باللوم على الأخرين أنهم هم من أفقرونا وجهلونا .. سلبونا إرادتنا !! مدعين براءتنا براءة من يريد أن يتخلص من عقدة الذنب ليس إلا.. المسلمين اليوم نتاج لثقافة مشوهة يغلب عليها خطاب العنف .. ويحملون شعار التسامح .. قمة التناقض .. حين يظهر من يدعي انه عالم دين وهو أجهل ما يكون تصوروا حين يحث على قتل مدنيين من غير المسلمين رجل في أرذل العمر يحرض الناس على قتل مدنيين في وقت له ابنتان تدرسان في حماية الأمن البريطاني في المملكة المتحدة "الكافرة" على حد قوله.. كيف نصدق من تحولوا على المنابر لثوريين يرسلون أولاد الناس الى الحروب ويبعثون أولادهم الى المدارس الأوروبية والأميركية. كيف نصدقهم عندما يقول لنا ان الإسلام دين رحمة ودين تسامح و يحولونه الى دين دم؟

حتى فكرة التغيير في الربيع العربي بعد أن كانت فكرة العلمانين والليبراليين "الكفرة" في نظر السلفيين والذين لا يزالون يرون أن الخروج على حكامهم غير جائز على الرغم من أن هؤلاء الحكام هم سبب فقرنا وجهلنا .. وحتى حين أطاحت تلك الثورات بحكام فاسدين وجاءت بمن يدعون أنهم سيطبقون العدل ويبسطون سيطرتهم على العالم جاءت تلك الثورات بماركة إسلامية .. وظل التناقض والنفاق قائم  فكانت هناك دعاوي تأتي بين الحين والآخر على إستحياء وكانوا يروجون  للتغير بحجة جهاد الحاكم الظالم  وعندما تم لهم اسقاط النظام إنحدروا نحو الفوضى , وعندما غيروا الحكومات فكأنهم زوّجوا أمهاتهم لأب جديد غير أبيهم والحال هو الحال لم يتغير  ولما صاروا حكاما حرموا على الناس الخروج عليهم وصار من المُنكرات .

فأي إسلام يتحدثون عنه  هؤلاء وكأننا مجتمع من الكفره .. من نصّب هؤلاء القيام بدور الله في الأرض.. من أعطى لهم حق الحكم على القلوب والنوايا .. من أعطى لهم الحق الحكم على المذنبيين وقد قال المصطفى كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون فاذا كان باب التوبه مفتوح في كل لحظة .. فمن أعطى لهم مفتاح باب التوبة والحق في قتل من خالفهم  ؟؟!!

الخميس، 31 مايو 2012

"الاسكندرية" مدينة العلم والعلماء


خلال زيارتي الأخيرة لمصر مررت بتلك المدينة الآثرة الساحرة "الإسكندرية" عروس البحر المتوسط. زيارتي تلك أثارت لدي الكثير من الغبطة لسكان تلك المدينة، سكان ذلك التجمع الحضاري سادس أكبر مدينة في أفريقيا، بتعداد سكان يبلغ أربعة ونصف مليون نسمة.

كانت إحدى محطاتي الرئيسية خلال زيارتي مكتبة الاسكندرية، تلك المكتبة  التي أنشأت على يد أحد خلفاء الاسكندر الأكبر منذ أكثر من ألفى عام لتضم أكبر مجموعة من الكتب فى العالم القديم والتى وصل عددها آنذاك إلى 700 ألف مجلد احترقت المكتبة بالكامل وظل حلم إعادة بناء مكتبة الاسكندرية القديمة وإحياء تراث هذا المركز العالمى للعلم والمعرفة يراود خيال المفكرين والعلماء فى العالم أجمع حتى أعيد أنشاءها لتصبح أول مكتبة رقمية في القرن الواحد والعشرين تضم التراث المصري الثقافي والإنساني، وتعد مركزًا للدراسة والحوار والتسامح. ويضم هذا الصرح الثقافي: مساحة تتسع لأكثر من ثمانية ملايين كتاب ، ست مكتبات متخصصة ، ثلاثة متاحف ، سبعة مراكز بحثية ، معرضين دائمين، ست قاعات لمعارض فنية متنوعة ، قبة سماوية ، قاعة استكشاف ومركزا للمؤتمرات.. ذلك الصرح الذي ساهم في اخراج العديد من النوابغ قديما وحديثا.

احدثهم عزة فياض وعمرو محمد والعامل المشترك بينهم انهم من سكان الاسكندرية ومن رواد ذلك الصرح العظيم فعلى الرغم من حداثة عمرهما الا ان انجازتهما تفوق اعمار الكثيرين ازدادت غبطتي وازداد يقني حينها ان المكتبات هي أهم صروح المعرفة بالحياة البشرية بل انها احد اهم ركائز النهضة والتطور الثقافي والحضاري ان لم تكن الاهم على الاطلاق كونها منهل للعلوم الانسانية والعلمية.

عزة فياض ذات ال16 عاماً،انتقلت وأسرتها جميعاً من البحيرة إلي الإسكندرية، رغبة منهم في العيش بجوار مكتبة الإسكندرية مبتكرة مصرية فازت بجائزة دولية في مسابقة الاتحاد الأوروبي للعلماء الشباب في دورتها ال23 لابتكارها طريقة للحصول علي الوقود الحيوي من البلاستيك، وذلك عن مشروعها "إنتاج الإيثانول عن طريق تكسير المخلفات البلاستيكية البولي إيثايلين." ببساطة استطاعت تحويل القمامة إلى وقود.


اما عمرو محمد وكما يطلق عليه الكثيرين زويل مصر القادم فهو شاب سكندري في الثامنة عشر من العمر استطاع التغلب علي منافسين من‏80‏ دولة في مسابقة معمل يو تيوب،حيث قام باختيار العنكبوت القافز والذي يقوم باصطياد فرائسه خلال القفز وليس نصب الشباك العنكبوتية، التجربة قائمة علي وضع العنكبوت في الفضاء بما يحمله من معيار إنعدام الجاذبية بالإضافة الي توقع عدم قدرته علي القفز واستخدام وسيلته في التعايش علي الأرض والمتوقع هو تغيير العنكبوت لخصائصه والتكييف مع معايير إنعدام الجاذبية بالوصول الي طريقة جديدة وردود أفعال مختلفة من خلال فكرة البقاء لدي الحشرات والحيوانات.


.
فكم هي العقول التي اذا اتيحت لها نصف فرصة ابدعوا وتفقوا وابهروا العالم .. هذا نتاج مكتبة الاسكندرية لمن لا يعرف .. أحلم ان أرى في يوم من الايام مشروع كهذا في المدن الكبرى الوطن العربي .. به سنعود لريادة العالم وليس بالشعارات الرنانه والخطب المنمقة والارقام الوهمية.. فبالعلم وحده تحيا الامم

الجمعة، 30 ديسمبر 2011

ليس كأي عام .. عام بألف عام

برد.. وثلوج تفترش الأرض .. تمايل المصابيح في الأزقة على انغام أغنية الشتاء الذي لا أحب أن يرحل..
ارتديت معطفي الاسود ... وخرجت إلى أقرب مقهى .. المقهى خاليا ... سوى من مقطوعة موسيقية كعادته في ذلك الوقت من العام

ذات المقهى القابع في أدنى الشارع .. وحدي في ذات الركن.. على ذات الكرسي أجلس .. لاحتسي قهوتي مراقبة المارة .. أحدهم يركض هرباً من المطر .. وذلك يقف لبرهة ملوحاً لأخر .. وأخرى تعانق شاباً يافعاً .. ورابعاً يمشي ببطء ممسكاً بعصا ومظلة..

عام مضى على جلوسي لاول مره في ذلك المقهى .. يمر أمامي شريط متلاحق من الأحداث فلم أعد أنا .. أنا .. ولم تعد اهتمامتي هي ذات الاهتمامات .. فالعالم قد تغير من حولي ..

غضب اجتاح العالم ما بين ثورات عربية وشعوب غاضبة منتفضة .. طواغيت سقطت .. كواراث طبيعية هزت العالم .. مجاعات تعصف بدول عدة .. رحل كثيرون عنا .. زعماء وقادة فكر ومبدعين وأناس أثروا في حياة الكثيرين .. سلبا أوإيجابا.. تصدرت أسماءهم عناوين الأخبار لعقود الطويلة.. عام ليس كأي عام ..حمل الكثير والكثير

كانت البداية و حجر الدومينو الأول في صف الثورات العربية تونس .. وبداية ما بات يعرف بالربيع العربي .. والذي كانت محصلته بنهاية العام سقوط ثلاثة أنظمة ديكتاتورية تونس ومصر وليبيا على الترتيب.. وتوقيع علي عبد الله صالح للتنحي وتسليم سلطاته.. عقوبات على النظام السوري.. كل ذلك بدأ بصفعة قلم من شرطية لمحمد بوعزيزي بائع الخضر المتنقل تدفعه لإشعال النيران في نفسه فتشتعل تونس لنصرة بوعزيزي و تشتعل المنطقة من بعده دفاعاً عن مواطنيها رافعين شعار واحد .. حرية .. عدالة اجتماعية..

و بعدما أبهرت ثورات الربيع العربي العالم.. وأثبت مواطنوها قدرتهم على زلزلة أركان أنظمة عتيدة.. بدأت دعوات لمظاهرات في منطقة "وول ستريت" عاصمة المال الدولية بمدينة نيويورك الأمريكية وظهرت حركة احتلوا وول ستريت .. طالبوا فيها بانتفاض الشعوب ضد الحكومات ورؤوس المال والاقتصاد .. وامتدت تلك الدعوة لتشمل إقامة مظاهرات خارج الولايات المتحدة.. وبالفعل عمَّت المظاهرات قرابة 1500 مدينة في مختلف أنحاء العالم

مرورا بمقتل المطلوب الأول في العالم لأمريكا وقائد تنظيم القاعدة أسامة بن لادن .. ذلك اليوم الذي وصف بـ"اليوم العظيم في تاريخ أمريكا وأن الأرهاب تلقى هزيمة تاريخية، لكن هذه ليست نهاية القاعدة"
وصولاً للزواج الملكي وذلك مع زواج الأمير وليام من كيت ميدلتون الذي تابعه نحو 200 مليون مشاهد عبر شاشات التلفاز .. وتم بث زواج ابن ولي العهد من كيت على الهواء مباشرة في 180 دولة حول العالم.

بعد أن اهتز العالم حرفيا بزلزال كبير ضرب سواحل اليابان الشرقية، فقد تحركت الأرض عن محورها بنحو 16.5 سنتيميتر ما جعل الكرة الأرضية تدور أسرع ليقصر اليوم بمقدار 1.8 مليون من الثانية. هذه التغيرات التاريخية في عمر كوكب الأرض هي جزء يسير مقارنة بحجم الدمار الذي خلفه زلزال بلغت قوته 9 درجة على مقياس ريختر.. في حين ضربت موجة جفاف اجتاحت القرن الإفريقي، والتي وصفت بالأسوأ في المنطقة منذ ستين عاما..

ولازلت لم أجد أجابة على تساؤلي بشأن التوصيف الأدق لعام 2011.. لكنه بالفعل عاما تاريخيا سيثبت أن له تأثيرا واضحا في تاريخ البشرية.. بغض النظر عن أي ثورة أو زلزال أو فضيحة إعلامية أو ولادة الطفل الذي أكمل عدد سكان العالم سبعة مليارات نسمة.. يمكن لأي حدث من هذا القبيل أن يكون أهم قصة تاريخية في هذا العام.



الجمعة، 16 ديسمبر 2011

حين يتحول الإنسان لمجرد رقم !!




أشعر بألم يعتصرني ..
حين أرى زهرة شباب الاوطان يتساقطون واحد تلو الاخر ..
حين أراهم يتحولون لمجرد أرقام على القنوات الفضائية في خبر عاجل او خبر يمر سريعا على شريط الشاشة ..

كم هو مخزي أن يتحول إنسان .. أن يتحول إنسان إلي مجرد رقم ..
وكم هو مؤلم أن يكون لهذا الرقم أولاد و وزوجه .. أخوه وأخوات ..أم وأب وجيران واصدقاء ومعارف..
له أحلامه وطموحاته وأسراره .. قصص حبه الفاشلة والناجحة .. ثم يصبح فجأة رقما تنطقة المذيعة على عجل ..
أتوقف كثيرا عند شعور .. أم .. ملكومة فقدت فلذتها .. فقدت اهم مشروع استثمار في حياتها .. فقدته للابد.
بسبب رصاصة كانت او عربة طائشة .. بسبب شرطي مختل نفسيا.. وقبل ذلك كله طاغية متجبر..
فعوضا أن يحملها هو في كبرها .. تحمله هي لقبره !!

أشعر بغصة .. ومرارة ..
حينما يرد خبر وفاة شاب في عنفوان شبابه ..ولا يكترث أحد..
فلا يعدو كونه اكثر من معلومة عمن مات ومن بقي حيا..
ويصبح هؤلاء الشهداء.. شخوصاً بلا أسماء ..
شخوصاً هادئة لا مكان لها سوى تقرير عابث على فضائية أو أرضية،.. مع مذيع متأنق..
حين يتحول الشهداء لمجرد ارقام صامتة وكأن الانسانية وحب الحياة لم يعد لها مكان وحل مكانها قسوة وجفوة..
حينما يكون اول سؤال يوجه المذيع كم عدد الضحايا كي يضمن سبق الخبر !!
حينما يكون عدد الضحايا هو مقياس قوة الحدث .. وهل يستحق المتابعة والتغطية ..

أتسال لماذا ليس هناك متسعٌ من الوقت لهم؟ لماذا لا يتحدث أحدٌ عن هؤلاء الشهداء؟، أليس لهم حياة سابقة؟ أصدقاء؟ أحباء؟ أقرباء؟ لماذا نرفض وجودهم كجزءٍ من عالم محسوس كانوا فيه قبل قليل؟ هل يحتاج الأمر إلى حزنٍ عالي الصوت، وصراخ حاد لكي يصبح لهؤلاء الشهداء مكان؟؟

الجمعة، 14 أكتوبر 2011

رســــالـــة .. إلى كل من استولى على الحكم بالقوة .. !!

رســــــــالة إلى كـــل الطغــــــاة ...

إلى حكام استباحوا دماء شعوبهم وقتلوهم .. فأطلقوا عليهم الرصاص ودهسوهم .. فأضحى ثمن الإنسان زهيداً
يمثلون خلاصة السادية والهمجية .. لا حرمة لشيخ أو طفل أو امرأة فالكل سواسية.. وبكل رعونة يدعون انهم حماة الوطن !!

هانحن نرى عمداء الطغاة العرب يسقطون إلى مزبلة التاريخ .. بعد أن وصلوا لحالة من الألوهية من طول مكوثهم على الكرسي وعلى صدور شعوبهم، ولم يتقبلوا فكرة أن الشعوب العربية التي أذاقوها ويلات الفقر والجوع والحرمان وكتموا على أنفاسها بأجهزتهم القمعية.. أنها حتما ستخرج يوما لكي تكسر حاجز الخوف الذي ألبسوه لها على مدى عقود، لقد خلقوا شعوبا مكبوته تنتظر شرارة لكي تشتعل ..بعد أن جعلوا الاوطان مزارع لهم .. وصدقوا أن شعوبهم سخره لخدمتهم ..

لقد بدأت النهاية نهاية حكام استباحوا شعوبهم من أجل مصالحهم الشخصية
بدأت النهاية لحكام لا يريدون أن يتنازلوا عن السلطة
بدأت النهاية لطغاة يريدون أن تظل شعوبهم فى فقر و يظلون هم ينهبون بلدانهم
لقد بدأت النهاية لهؤلاء الحكام وأرجوا أن يستفيد كل طاغي من الدرس قبل فوات الأوان.

حكام قتلوا شعوبهم بالجيوش للحفاظ على العروش .. فهل تكفيهم ثلاثة دروس لكي يعوا الدرس ويفهموه ؟؟ أم أن من يحكومننا أغبى مما نتوقع بكثير!! أهو حقاً غباء أم أنها العنجهية والفرعون الذي أضحى بداخل كل منهم؟؟ وهل سيفهم الدرس كل من قفزوا على الثورات ؟؟ فأخيرا و بمنطق الثورات أود أن أقول أن الشعب أبقى وأقوى من حاكمه، وعندما يريد الشعب فإن إرادته تتفوق على كل مستحيل، والثورة وإن طالت فهي سائرة لتحقق أهدافها بعز عزيز أو بذل ذليل .. فهل سيفهمون وهل وصلت الرسالة ؟؟!!


اذا استوت الأنوار و الظلم .. فقد طابت منادمة المنايا

السبت، 27 أغسطس 2011

العدل أساس المُلك

إذا كان العدل أساس الملك .. فاستقلال القضاء هو أساس العدل ..
فالعدالة تقوم على المساواة المحكمة .. واستقلال القضاء هو أداة تحقيق العدالة ..


وبغير العدل يضطرب الطريق، ويصبح الوضع ضرباً من ضروب التخبط في الظلام، او السير نحو المجهول.

وبغير استقلال القضاء لا سيادة للقانون ولا كفالة لحقوق المواطنين ولا حامي لحرياتهم وحرماتهم ..

ذلك لأن العدل واحد من اغلى وأسمى مقومات الحياة ومن أقوى وأرسخ دعائمها، فشعور المواطن بأن العدل قريب منه، ميسر له، تخلو طريق إليه من الموانع والعوائق، يمنحه الإحساس بالراحة والأمان، مما يجعله إلى تحقيق غاياته أقرب، وعلى القيام بدوره في بناء مجتمعه أقدر.. فإذا ساد العدل في مجتمع من المجتمعات فإن الإنسان حتما سيعيش آمناً في نفسه آمناً على أهله وماله وبالتالي يشعر بانتمائه الحقيقي للمجتمع الذي يعيش فيه..

العدل لا يجيء ولا يتحقق من تلقاء نفسه، وليس للإنسان أن يقتضيه لنفسه بنفسه، فتكون الغلبة للفرد دون الحق، وحينئذ تعم الفوضى التي لا تبقي ولا تذر، وإنما تحقيق العدل هو واجب الدولة ورسالتها في إقامته بالقسط بين الناس وتأمينهم على حقوقهم عن طريق صرح القضاء العادل، وأن تميط عن طريقه ما قد يعترض سبيله نحو بلوغ غايته وأداء مهمته.

تجليات استقلال القضاء في الوطن العربي سرعان ما تنجلي بمراجعة باقي المقتضيات التشريعية الخاصة بتنظيم القضاء. ذلك أن المبدأ الدستوري العام و المطلق، يفرغ من محتواه بأحكام قانونية، منها الدستوري و منها التشريعي، تخصصه و تقيده، ينعكس من خلال التدخل السافر للسلطة التنفيذية في أمور القضاء و يظهر خضوع القضاء للسلطة التنفيذية في البلدان العربية أولا في نصوص الدستور ذاته و الذي يمنح للسلطة التنفيذية حق تعيين قضاة المحاكم وعزلهم.

يظهر كيف تهدم مختلف هذه النصوص مبدأ استقلال السلطة القضائية نظرا للإشراف الموسع، إن لم نقل للوصاية المطلقة، لبعض أعضاء السلطة التنفيذية ممثلة في رؤساء الدول و وزراء العدل العرب، على تعيين القضاة و نقلهم و ترقيتهم و تأديبهم. ذلك أن السلطة الخاضعة، سلطة ناقصة. فيكون القاضي المتعلق مصيره بالسلطة التقديرية لجهات أخرى، مقيدا في عمله، غير حر في توجهاته. و هو كغيره من البشر ضعيف النفس، قليل البأس، إن لم يكن لرضاء تلك الجهات طالبا، فلن يكون في سخطها راغبا. و يزيد الطين بلة أن النظم السياسية العربية، نظم أشخاص لا مؤسسات. فإذا اتضحت الأمور، فلن يكون في التفصيل سوى قصور.. ومتى ما تخلصنا من الوصاية على القضاء .. فذلك هو الدواء وبذلك نكون قد قضينا على الداء

الاثنين، 23 مايو 2011

الفهم الخاطيء للشكل الهندسي !!

منذ شهور الثورة الأولى وبعد تنحي مبارك أو خلعه .. ظهرت دعوات عديدة بضرورة الخلاص من مثلث الرعب المتمثل في سرور وصفوت و زكريا .. تسألت حينها عن سبب استبعاد طنطاوي ومجلسه العسكري عن دائرة الاتهام .. ومحاولة تجاهل أي عتاب أو اتهام يوجه له سواء إعلاميا أو تويتريا .. و كان من ضمن الإجابات أن اتهامه سوف يقود البلد للهاوية وما لا يحمد عقباه .." يعني تقريبا نفس منطق فزاعة فوضى ما بعد مبارك"

فكانوا يتبعون مبدأ العبيط ويتجاهلوا كل التجاوزات متعللين "هيا مده نستحملهم فيها ونخلص من وشهم" .. إلى أن وصلنا إلى نقطة اللا عودة و الشارع بدأ يشعر بقرب أجل المجلس العسكري وأن رصيدهم بالفعل قد أوشك على النفاذ أو نفذ بالفعل .. نفذ بعد تراكمات عده لما يزيد عن 3 أشهر ابتدءا بموقعة الجمل وموقفة السلبي و 9 مارس وفض الاعتصام بالقوة وكشف العذرية للفتيات مرورا بإصدار أحكام عسكرية على مدنين.. حتى القبض على متظاهري السفارة بذلك الشكل الغير مبرر .. واستخدامه فزاعة الفوضى والجوع والإفلاس .. واستمرار سياسة القمع الإعلامية .. وصولاً للتعديلات الدستورية بعد أن قام المجلس العسكري بضرب نتيجة الاستفتاء بعرض الحائط وبعد أن قسم الشعب وقام باستئثار السلطات التنفيذية والتشريعية لنفسه ضارباً بعرض الحائط مره أخرى ابسط مبادئ الديمقراطية .. منتهجاً نفس أسلوب السلطوية الديكتاتورية للنظام السابق.. وتبعه قانون تجريم التظاهر والاعتصام و قانون مباشرة الحياة السياسية و تكوين الأحزاب .. الذي خلى من أي مطلب من مطالب الشعب وقد يكون ذلك منطقيا جداً فلم يسبق أي من تلك الإعلانات أي حوار مجتمعي.

المجلس العسكري كان ولا يزال جزءاً من نظام مبارك .. وقادته دانوا له بالولاء كقائد أعلى للقوات المسلحة طوال 30 عاماً ومن غير المنطقي أن نستوعب فكرة أنهم ثواراً أو حتى يؤيدوا الثورة إذا كانوا فعلا مؤمنين بفساد النظام السابق .. لماذا لم يقوموا بالإنقلاب علي السلطة ويوفروا علينا ما يقارب 800 شهيد وأكثر من 1000 جريح .. لماذا سكتوا عن تجاوزات النظام السابق من أجل سوء أحوال المعيشة التي كان ولا يزال يعاني منها شعب مصر.. إذا كانوا رفضوا "مشروع التوريث".. فلماذا لم يرفضوا "تزوير الانتخابات"؟؟ فلما كل هذا التعلق بالسلطة الإجابة قد تبدوا بسيطة خيرات السلطة وما يأتي من ورائها بثروة من المستحيل أن تجعلهم يتعاطفوا مع الثورة أو مطالبها مما يؤكد ارتباطهم بشبكة مصالح النظام السابق الفاسدة.

ما وصل إليه الحال في مصر الأن هو نتيجة فهم الشكل الهندسي بشكل خاطيء منذ البداية .. فلم يكن مثلث رعب بل في واقع الأمر مربع شر .. زكريا وسرور وطنطاوي وصفوت .. ونتيجة اختبار نجاح الثورة من عدمه لن يظهر في الوقت القريب فالنتيجة لن تظهر إلا بعد 8 سنوات على الأقل بعد أن نرى رئيس منتخب يقضي فترة أو فترتين كما ينص الدستور .. ويرحل تاركا القصر الرئاسي بكرامته .. وليس بعد أن يقضي على كرامة الشعب.

الجمعة، 15 أبريل 2011

ثقافة غائبة لمفردات فاعلة..

ثمة مفردات تحضر بقوة بين الحين والاخر ليس لها وجود على أرض الواقع .. ثلاثة منها قد توجز أسباب تأخرنا عن حضارات وأمم اعطت التخطيط والتدريب والصيانة بالغ الاهتمام .. غاب التطبيق لتلك المفردات وغابت معها الثقافة المجتمعية لأهمية تحويلها لحيز التنفيذ.

فحينما تطرح فكرة التخطيط تجد الجميع وقد تحمس وتغنى بها لكن حينما تتحول تلك الفكرة لأسئلة بسيطة وعلى نطاق ضيق وشخصي على سبيل المثال ماهية التخطيط ؟؟ ولماذا تلك الخطط ؟؟ وما الهدف منها؟؟ وهل وضع أي منكم لحياته خططا شخصية ذات رؤية ورسالة يحقق من خلالها أهدافه الحياتية والشخصية والتعليمية والثقافية والأسرية والصحية والمجتمعية؟ تجد اجابات صادمة جدا تلك التي يطرحها من عاش حياته بفوضوية وعشوائية بلا هدف واضح ولا رؤية يسعي لتحقيقها و لا رسالة حياتية ومع ذلك تجده يبذل جهد جهيد لاستمراره في تلك الحياة !! وعلى النقيد تماما تجد قلة قد خططوا لحياتهم وسعوا لتطوير ذاتهم والنهوض بأنفسهم و بمن حولهم .. وقلة قليلة من حاولت الالتزام بما خططت له !! قس على ذلك التخطيط بمفهومه الشامل تخطيط الحكومات في وطننا العربي وكافة القطاعات والإدارات الخاصة منها والعامة !! اذا قدر لك ان تطلع على حجم ما انجز بمقدار ما سرق او ما كان مخطط له ان ينجز ستصاب بصدمة و أحباط شديدين. قارن ذلك الالتزام، بالالتزام بما هو مخطط له على نحو دقيق واجب ومخالفته تعد مخالفه للقوانين تحاسب عليها في بلد كبريطانيا اذ ان الالتزام بالتخطيط من ابسط الامور كالتزام الباصات بمواعيدها المخطط لها، لاكبر الامور كتسليم المنشات في مواعيدها وبالمواصفات المحددة . فالتخطيط ماهو الا ثقافة مجتمعية يتم استنباتها كقيم وممارسة عامة عن طريق مؤسسات التنشئة التربوية والاجتماعية والحزبية والاهلية. وللاسف ثقافة التخطيط والالتزام تقافة ما زالت غائبة عن المجتمع العربي وتعد من الكماليات عند كثير من الشباب.

وعلى نفس المنوال نجد ان ثقافة التدريب شبه غائبة بل وينظر لها عند الكثيرين على انها اهدار للوقت والجهد والمال!!! على الرغم من أن الجميع على يقين أن التعليم الأكاديمي به الكثير من الخلل الواضح إذ انه ومهما قدم للطالب لا يقدم له سوى المعرفة العامة و التأهيل النظري للخريجين او العاطلين مستقبلا .. و تبقى مسألة ملاءمتها لمتطلبات الوظيفة التطبيقية عبئاً على كاهل الطالب المتخرج على الرغم من انها مسؤولية مشتركة يجب أن تتحملها شركات ومؤسسات المجتمع المدني على حد سواء مع الخريج، فالتدريب ليس كمالية او رفاهية كما لم يعد أداة تطويرية لمهارات الموظفين فحسب بل خياراً استراتيجياً للاستثمار في الإنسان كأهم عنصر من عناصر الإنتاج و التنمية البشرية. و من هنا أدركت الدول المتقدمة أهمية الاستثمار الحقيقي في مواردها البشرية و دفعت بدولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية إلى تخصيص ما يقارب 70 مليار دولار سنويا للتدريب. مما يعد دلالة واضحة على الاستثمار في التدريب والتطوير للعنصر البشري هو بالتاكيد ما سيرفع من الناتج القومي للبلاد بالتبعية، بل ازداد الأمر أهمية لتنشأ الشركات الكبرى جامعات و كليات تلبي حاجاتها من التدريب و التطوير بالإضافة إلى منحها شهادات علمية و درجات عليا مثل جامعة موتورولا و دركسيل ، و كورتيك. فالتدريب هو الوسيلة الفعالة لاستيعاب التقنيات الجديدة، والعنصر الفعال للارتقاء بالأداء والجودة في الإنتاج، والطريق الآمن للتغيير والتطوير الذاتي، وأحد أهم عوامل الجذب التي يبحث عنها الإنسان الطموح للالتحاق بقطاع الأعمال.

وأخيراً الصيانة ذلك المصطلح المعطل، نجد له قسم في كثير من المؤسسات والهيئات لكن مع وقف التنقيذ. فكم من مشاريع كبيرة وكم من ملايين أنفقت على اجهزة ومعدات ومباني ومرافق، وما أن يمر على افتتاحها عدة أشهر وتصبح في حالة يرثى لها وننسى ما أنفقنا وكم تطلب مجهود ووقت لإنجازها، في حين أن صيانتها و ونظافتها لن يكلف الشيء الكثير.. بصفة شخصية أدهشني كثيراً مشهد تنظيف حاويات القمامة في الشوارع في بريطانيا بالماء والمعقمات مرتين في الشهر. وعلى النقيض نجد طرق أنشات وتعرضت للتآكل وكثرت فيها الحفر وأصبحت مشروع طريق جديد بتكاليف باهظة لغياب الصيانة، مثل ذلك الكثير من المدارس والمستشفيات لم تعرف الصيانة او الترميم طريق لها منذ إنشائها قبل عشرات السنين، فلا يتم التفكير في الترميم والصيانة إلا بعد الوصول لمرحلة الانهيار، وما ينطبق على المدارس والمستفيات ينطبق على المعدات والأجهزة التي تشترى بملايين الدولارات وبعد فترة وجيزة ما أن تتعرض للعطل والإهمال تحال للمخازن وتصبح من نصيب المحظوظين لغياب الرقابة والإدارة.

فإلى متى ستغيب تلك المصطلحات عن مجتماعتنا ؟؟ ويغيب معها فرص للتطور والرقي والنهوض !!!

الجمعة، 18 فبراير 2011

ثورة على الخوف !!

عرب وهل في الأرض ناس كالعرب .. بطش وطغيان ووجه أبي لهب
هذا هو التاريخ .. شعب جائع وقصر من ذهب
هذا هو التاريخ .. جلاد أتى يتسلم المفتاح من وغد ذهب
هذا هو التاريخ .. لص قاتل يهب الحياة وقد يضن بما وهب
*الشاعر فاروق جويدة

ثمة سؤال ظل يتردد لسنوات طوال ..أهل ما زال للكرامة والنخوة مكاناً في الشخصية العربية، ألم يكف ما ذاقت الشعوب من ذل وظلم ؟؟ جاءنا الرد أخيرا بعد ما يناهز ثلاثة عقود من ظلم واستبداد، قمع .. فقر وهوان، .. جاءت ثورة بحجم الضيم العربي .. ثورة حركت العالم من أقصاه إلى أدناه .. ارتعدت معها دول .. ورحبت بها أخرى .. اربكت حسابات سياسية عربية و دولية، حسابات ظلت طي الكتمان لفترة طويلة.

ثار الشباب على الخوف .. كما عاش على خوف .. خوف سكن جسده وروحه حتى لوثها، خوف أصاب اللسان فأخرسه، فصار الشباب كجثث بطعم الموت. أصبح الخوف شريكاً شرعياً في كل نواحي الحياة فتعطلت العقول عن الإبداع والتفكير .. حتى ظنت الانظمة انها وأدت الشباب .. اعتبرته خارج عن التغطية بل أخرجته من دائرة اهتمامها .. راح الشباب يفتش عن واقع بديل يحلم فيه دون قيود، ويصرخ كما يحب، ويحتج كيفما أراد، باحثا عن الحرية والعدالة ...الحب والصداقة.

أخيراً وجد ضالته في ذلك العالم الافتراضي، ففتح ذلك الواقع البديل أمام الشباب النافذة للعالم أجمع .. فأخذ يبحث ويطلع، نظم صفوفه، وبلور أفكاره، رتّب حاجياته، والاهم من ذلك أجمع أنه استطاع أن يقهر خوفه، ثم خرج مطالباً بثأره، فاجئوا حكام هرموا بسياسات مهترئة.. اهملت الشباب واسقطتهم من حساباتها .. فاسقطوا شرعيتها.

تمت الاستهانة بعقول الشباب، رموهم بنعوت وصفتهم بأنهم خارج التاريخ، لكن الشباب كشف وبالمباشر السحيق المدمر لكل هذه الإدعاءات، أنه داخل التاريخ وبامتياز، وأن تلك الأنظمة وحكامها خارج التاريخ، لأنهم خارج الزمن التكنولوجي، خارج زمن الشعوب
.

هكذا هي دائماً الشعوب الحرة الحية لا تقبل الاستبداد وان صبرت و تحملت زمناً شعوب كما قال نابليون من قبل عن الشعب المصري: ان شعب مصر كالرمال الناعمة عندما تسير عليه يتحملك ويصبر عليك ولكن حينما يزداد ضغطك عليه يبتلعك، حقاً إن الشعب المصري ناعم كالرمال، ولكنه إذا هب أعمي العيون.

إذا الشعب يوماً أراد الحياة ..فلابد أن يستجيب القدر ... فالحرية لا تعطى و انما تنتزع !!

الثلاثاء، 16 نوفمبر 2010

هل تتبدل الأحكام بتبدل الأسماء ؟؟

استوقفتني إحدى العبارات لجمال الغيطاني وهي " من لا اسم له لا وجود له " عبارة كنت قد قرأتها في رواية "دفاتر التدوين رن" رحت أتأملها هل فعلا من لا اسم له لا وجود له ؟؟ هل الاسم هو الذي يضفي على الأشياء أو الأشخاص طابع الوجودية من عدمه .. هل جميع ما هو موجود له اسم ؟؟ أم أن بعضا منها وجد ورحل دون أن يسمى ؟؟

هل نسمي الأشياء لتبقى ؟؟ إن كان كذلك فلما كثيرا منها رحل عنا طمس ولم تعد له ذكرى ؟؟ هل جُل الأسماء لها دلالات و معاني واضحة وضعت لبيان المقاصد المنشودة منها ؟؟ فما الهدف إذا من تسمية الأشياء في وقت أصبحنا نسمي الأشياء بغير أسمائها أصبحت التسميات مرهونة بالموقف ؟؟ متوقفة على رؤية الشخص الخاصة وقدرته التعبيرية ؟؟

علينا قبل أن نطالب بتعلم مبادئ وآداب الحوار، أن نرسي قواعد وأساليب التلاعب بالمسميات كي نضمن على أقل تقدير حوار متكافئ !! .. في وقت أصبح الكثيرون منا يتقنون ويتمتعون بقدر كبير من المراوغة.. فخلق و ابتكار تسميات جديدة يضفي نوعاً من التحدي ويمنح الكثيرين شعور بالزهو والفخر، شعور غائب عنهم ، طال بحثهم عنه شعور بالانتصار الوهمي في واقع الأمر .. انتصار لحظي في معظم الأوقات .. تلك التسميات المموهة التي لا نفع منها في شتى المجالات يفتحون بها الباب لانفلات أخلاقي وفوضى في كافة نواحي الحياة من أدقها لأكثرها خطورة .. من الدين للسياسة حتى الأخلاق والقيم.

أصبحنا في حالة مراهنة مستمرة لقياس مدى ذكاء وسرعة بديهة المستمع أو القارئ أو المتلقي أي كان نوعه، قياس مقدرته على استخلاص المقاصد المستترة في كثير من الأحيان و النبيلة في أحيان أخرى، مقدرته على إجراء نوع من الترجمة الضمنية لما يتلقى في وقت أصبح الغش والتدليس وسرقة الأفكار حرية تعبير .. و التهديد والوعيد مجرد تنبيه .. في حين تكميم الأفواه وسلب الآخر رأيه من أساليب التنظيم ودرء الفوضى!!

تسمية الأشياء بغير أسمائها كثيرا ما تشوش على الإدراك، تقوض القدرة على التوجه والحكم السليم على الأشياء مما يقلل من سيادة الأشخاص على أنفسهم وأفعالهم.. في زمن صار فيه ذكر الأشياء بأسمائها موردا للمهالك.. فلن يحظى أي حوار بالنجاح درءا لتلك المهالك، ولن يعد جدوى لأي حوار في ظل التلاعب بالألفاظ، وسيطرة المراوغة و التسميات المقلوبة للأشياء.

ألم يحن الوقت بعد أن ندرك أمراً مهما جميعا، أنه عندما تصبح ثقافة المجتمع متسامحة تتقبل الجميع دون تجاوز، لا تُوجِد أو تخلق عراقيل إزاء تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقة، فحتما سيصبح استخدام اللغة أيسر شأناً، وستصبح أحاديث الحوار أكثر سلاسة وموضوعية، فتسمية الأشياء بأسمائها من أبسط ضروريات النجاح.

الأربعاء، 25 أغسطس 2010

الخبــز أو الحريـــة ؟؟

دفعني قلمي وعقلي بعد متابعتي لمدونة الخبز والحرية للفنان خالد الصاوي .. لإثارة موضوع من المؤكد تطرق الكثيرين قبلي له .. لكني أؤمن أن لكل شخص منظور خاص .. رؤية واقعية قد تكون فردية .. إضافة من هنا أو هناك .. دفعني ذلك كله لأتسال كثيراً أيهما أهم الخبز أم الحرية .. زادت حيرتي حين تخيلت نفسي في موقف الإختيار الأوحد الخبز أو الحرية ؟؟

حينها بدأت أبحث عن ما يدعم موقفي و إلى أي الفريقين أنضم الباحثين عن الحرية أم اللاهثين وراء الخبز ؟؟ بدأت رحلة بحثي استوقني تعريف الحرية على موقع ويكبيديا الشهير فالحرية : عبارة عن قدرة الإنسان على السعي وراء مصلحته التي يراها بحسب منظوره شريطة أن لا تكون مفضية إلى إضرار الأخرين.

مع كل أسف شعوبنا العربية لا تعي أو لاتدرك أو قد تكون لا تملك الجرأة أن تفهم الحرية بمعناها ( الويكبيدي) ذلك المعنى العالمي الشامل المتعارف عليه .. الحرية التي تكفل للجميع حرية التصرف بشرط وحيد عدم التجاوز أو التعدي على حقوق الأخرين أو إيذائهم .. لكن الحرية بالمفهوم العربي لها تفسيران لا ثالث لهما .. إما أنك تطالب بإنحلال أخلاقي بعيداً عن قيم وثوابت وأسس مجتمعاتنا المحافظة !!! وقد يصل بك الحال إلى شخص فاسد يريد هلاك أمته .. فمع المطالبة بإرساء قواعد العدل و الديمقراطية و المساواة تجد أن التيار قد سار بك إلى حيث لا تريد .. تجد نفسك مطالباً بالدفاع عن نفسك ، ثوابتك .. وعن مدى تمسكك بمبادئك وقيمك .. وفي أغلب الأحوال سيدفعك ذلك إلى التفسير الآخر للحرية العربية .. إلى حيث لا تتمنى حيث المستقبل المظلم .. فالمطالبة بالحرية يعني زعزعةٌ وتلاعبٌ بأمن و استقرار أوطانٌ بأكملها !!!!

وفي المقابل كيف لشعوب أن تبحث عن الحرية وهي لا تجد ما يسد جوعها ؟؟ كيف للإنسان أن يفكر في المساواة وهو يحمل هم رغيف العيش ؟؟ كيف يحلم بالديمقراطية وهو طاوي البطن شاحب الوجه لا يجد ما يسد جوعه ؟؟ كيف يفكر في العدل وهو لم يوفر لأولاده الحد الأدنى من متطلبات الحياة الكريمة ؟؟

أبسط الأمثلة على ذلك نيوتن فبعد أن أكل من شجرة التفاح وسد جوعه واسترخى بدأ يفكر ويبدع .. فمن يبحث عن لقمة العيش لا يمكنه أن يبدع .. ومع ذلك يبقى السؤال وتبقى الحيرة قائمة كيف لنا أن نطالب مجتمعات بأسرها بالبحث عن الحرية في ظل شعور بالقمع والقهر والكراهية كيف له أن يعمل وينتج كي يحصل على قوت يومه بما يكفيه لسد جوعه وحاجته في ظل ذلك الشعور .. لا يوجد في أوطاننا ما يوحي بأهمية الحرية بأي حال من الأحوال فهل تستحق تلك الحرية أن نضحي بحياتنا لأجلها ؟؟

سيل من التساؤلات يداهمني ترى ما الذي يدفع الإنسان لترك وطنه تاركا خلفه طفولته وعمره .. أهله وأحبائه أهو من أجل الخبز أم الحرية ؟؟ هل من سبيل للجمع بين الحرية والخبز ؟؟ أيهما مفضي للآخر الخبز أم الحرية ؟؟ فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان .. فهما كالروح والجسد .

الخميس، 25 مارس 2010

متلازمات الفقــر و الجــهل ..

قبل أيام عدة كنت قد دخلت في حوار عن الفقر والجهل وأيهما أشد فتكاً بالمجتمعات قادني ذلك الحوار إلى التفكير مليا في عواقب اجتماع الفقر والجهل. فكثيرا ما تتبادل الأدوار مصطلحات كالفقر والجهل ليصبح أي منها مدعاة تلقائية، أو سبباً طردياً عشوائياً تتابعياً للآخر .. لكن ما يوحد متلازمة الفقر والجهل هو نتاج تلك المتلازمة .. عنصرية فإرهاب.

فالإرهاب ما هو إلا نتاج طبيعي للعنصرية التي هي سلوك الذات الجاهلة الرافضة لأي شيء مختلف سواء في الدين .. المذهب أو اللون، ما يقود إلى تحكم قيم الشر في أفراد المجتمع، تلك القيم التي لا يقتصر ضررها على فرد أو مجتمع بحد ذاته. وعملياً فان الجهل المتفشي في المجتمعات الفقيرة، لا يقتصر ضرره على المجتمعات ذاتها وإنما ينسحب ذلك السلوك المتمثل بالتعدي والإساءة ليطال مجتمعات أخرى مسالمة، ذلك لأن بيئة الجهل بيئة أكثر ملائمة لنمو كل أشكال الانحراف والإرهاب للانتقام من المجتمعات المسالمة وتحميلها المسؤولية لكافة الانكسارات والخسائر التي منيت بها المجتمعات الفقيرة. يتمثل ذلك في صورة انتقام ورفض لأي تباين للدين و العرق أو الجنس.

كثيرا ما تفسر ظاهرة التشدد والعنصرية المؤدية للإرهاب بأنها حصيلة انقسامات لمجموعات كل منها تدرك العالم وتفهمه بشكل يناقض فهم وإدراك بقية الأحزاب والمجموعات والطوائف.. وهكذا تتنافر تلك الطوائف بناءاً على اعتقادات متناقضة فهي خير وما سواها شر ومن معها صديق وكل من خالفها عدو يستحق التصفية والقضاء عليه فهو منبع الشر والفساد!! وسواء قبلنا ذلك التقسيم أو رفضناه علينا الاعتراف أن ذلك الاختلاف وما يتبعه من تناحر يؤديان إلى تنافر اقتصادي ـ اجتماعي، ورغم أن الفقر بمفرده لا يؤدي إلى التطرف لكنه إذا ما اجتمع مع عوامل كالجهل فقد يؤدي إلى تكوين بيئة حاضنة ومساندة للتطرف والإرهاب.

فكيف لنا أن ندعي أننا في حرب مع الإرهاب .. ونحن في حالة تعزيز دائم للفقر عبر العالم وتعميق للجهل والسطحية.. نحن من زرع ثمار العنصرية وأبينا التغير و رفضنا كل من اختلف معنا وها نحن نحصد اليوم ثمار التصاق عار الإرهاب بالإسلام والمسلمين..حان الوقت أن نغير عنوان حربنا وليصبح العنوان الجديد حرب على العنصرية والفقر والجهل بدلاً من الحرب على الإرهاب..فالحال أن الجهل هو قائد وسيد الإرهاب والعنصرية و الفقر هو البيئة الأولى لهما.

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009

أيــام معدودة ويرحل عام آخر


أيام معدودة ويرحل عام آخر .. نطوي صفحاته لتلحق بما مضى من صفحات .. أتسال ما جدوى احتفال إنسان بعام جديد ؟؟ بل بصفحات جديدة في كتاب حياته .. في ظل تشابه صفحات المستقبل بالماضي .. في ظل ثباته على موقفه !! تطلعه لحياة أفضل وفي ذات الوقت عدم تحريكه ساكنا لذلك التطلع أو لتلك الرغبة .. و لو بمجرد محاولة التفكير في كيفية المضي قدما في سبل .. تغير المسار الحالي لنهاية الكتاب .. أهو ثبات على موقف ؟؟ أم خوف و يأس من التغير ؟؟

عام جديد يطل علينا .. ما هو إلا فصل من فصول ذلك الكتاب. ذلك الكتاب الذي كتب في أول صفحاته اسم بطل الكتاب .. وخطت مقدمته و أول أحرفه في لحظة الخروج لهذا العالم، ولن يكتب فصل الخاتمة إلا بعد أن يورى الثرى على البطل في آخر ساعة له على هذه البسيطة، ليسدل الستار، وينتهي كل شيء. جمعينا على يقين أن تلك القصة أو ذلك الكتاب سيطوى في يوم من الأيام مهما تعددت صفحاته و زاد أبطاله .. ستكتب الخاتمة حتما في يوما من الأيام في لحظة ما أبينا أم رغبنا لتنهي بذلك فصولاً وقصصاً كنا على موعد معها فكنا نحن أبطال تلك القصص و مؤلفي فصول هذا الكتاب.

ولن يبقى سوى ذلك الكتاب شاهداً على أحداث و أبطال أخرين لم تكن لتكتمل القصة دونهم .. كتاب لا يمحى مع مرورالأزمان، فأهمية الكتاب بأهمية أفعال صاحبه.. وعلى الرغم من الأهمية القصوى لذلك الكتاب لدى بطلها فسيأتي يوما ما و ينسى مع مرور الوقت سيبقى أسير الأرفف فقط لبضع قرون أو عقود .. لأنه ببساطة سيفتح من جديد ، وسيعاد عرضه في قاعة العرض الأكبر أمام جمهور عريض، فالجميع مدعوون لحضور معرضا للكتاب لا يوجد به شيء مثير أو مشوق بأي حال من الأحوال.

فكل منا بطل، كاتب مخرج أوممثل في كتابه أو كتاب غيره، مقدار نجوميته يحدده مقدار تفانيه و إخلاصه في عمله . وعلى الرغم من ذلك فليس له أن يختار مساحة الدور الذي سيلعبه ولا التعديل في النصوص أو التنسيق والتنميق أو حتى إخراجه أو الحصول على أجر مقابل النشر أو التوزيع فهو يعمل ويكتب من أجل نفسه .. وكل خطوة وهمسة مدونة على صفحات ذلك الكتاب.

ففكرة تقسيم الكتاب إلى أبواب و فصول قد تسهل من عملية تصفح الكتاب مماثلة إلى حد ما فكرة تقسيم حياة الإنسان لعقود وقرون .. أيام شهور وسنين .. ومع دخول أي مرحلة جديدة من المراحل السابقة توجد ثلاتة منطقية أين أنا الآن أو ما هو وضعي الحالي ؟؟
أين أريد أن أكون أو ما هي طموحاتي المستقبلية ؟؟
كيف سأبلغ تلك المرحلة أو ما هي الوسائل المطلوبة ؟؟

فهل فكر أي منا يوما أن يعيد قرأت كتابه بدخول العام الجديد .. تصفح فصول حياته، لتنميق و إعادة صياغة جمل حياته، وحذف ما لا يصلح، وإضافة تغير يطمح الوصول إليه .. حتى لا تمر عليه لحظات خجل من نفسه ومما كتب أمام ذلك الجمهور العريض و لجنة التحكيم ؟؟؟