الجمعة، 20 سبتمبر 2013

ميزان العلاقات المهتوك عرضه !!

حين أتأمل علاقات الرجال بالنساء في مجتمعاتنا.. تتملكني دهشة تصل إلى حافة الذهول .. كونها علاقات ليست سوية في قوامها وجوهرها وتقوم على مبدأ التسلط والامتلاك لاعلى المشاركة والصداقة والانسجام والتناغم والحوار والتفاهم .. تتأرجح بين كفتي التطرف فالرجل أو المرأة إما ظالم أو مظلوم .. مستبد قاس أوخانع مستكين راض بوضعه ومتكيف مع قدره .. متعايش مع سوء حظه.

فكثيراً ما تقتصر نظرة طرف للآخر و تتعمق لتضرب بجذورها في بنية العلاقات الإجتماعية برمتها .. لتجعل من الاستبداد والتسلط رمزا مهيبا نطل عليه باحترام وتبجيل .. وتنحصر العلاقات عندنا في هذا المفهوم فمن امتلك زمام القوة الغاشمة حاز بالتالي نظرة الاحترام والتبجيل والتقدير. ومن امتلك زمام القوة الغاشمة أيضا استطاع أن يخضع الطرف الآخر في أية علاقة وتمكن من الهيمنة والسيطرة عليه .. وبالتالي لا مكان في بنيتنا الاجتماعية لعلاقات قوامها الندية والمساواة والحوار والتفاهم !!
 
يظل الإنسان كائن مثير للدهشة والشفقة معا  ..لأن تكوينه يحفل بالمتناقضات والرغبات المتضادة التي تتواجد جنبا إلى جنب في كيان واحد وتجعل تحقيق احدها لا بد أن يكون على حساب الأخرى وهذا دون شك يزيد من تعقيد علاقة الرجل بالمرأة !! فكيف يستطيع الإنسان أن يوفق بين ذلك التوق إلى الانعتاق والحنين إلى الحرية من جانب والرغبة في الاستقرار والاحساس بالأمان من جانب آخر ؟! وكيف يستطيع أن يوائم بين إحساسه الجارف بالذاتية والفردية واحتياجاته العاطفية التي تجعله يتوحد مع شخص آخر ويخضع لتقلباته النفسية والمزاجية ؟!

 كيف يستطيع أن يوفق بين الاحساس بالملل المرافق للاستقرار وبين رغبته الكاسحة في رؤية حيوات جديدة وخوض تجارب لم يسبق له أن خبرها .. معادلات صعبة يظل الانسان أبدا عاجزا عن حلها !!  ولكن يتوجب عليه حين يحاول فك طلاسم هذه المعادلة أن يضعها على ميزان العدل والمساواه فلا تطغى كفة على أخرى ولا طرف على الاخر .. فما أن تطغى كفة على الأخرى سينتج عنها علاقة مشوهه هشة حتى وإن كان مظهرها قوي !!

ومضة : جبروت منك لما تبقي ظالم .. و تبين إنك مظلوم !!