الخميس، 31 مايو 2012

"الاسكندرية" مدينة العلم والعلماء


خلال زيارتي الأخيرة لمصر مررت بتلك المدينة الآثرة الساحرة "الإسكندرية" عروس البحر المتوسط. زيارتي تلك أثارت لدي الكثير من الغبطة لسكان تلك المدينة، سكان ذلك التجمع الحضاري سادس أكبر مدينة في أفريقيا، بتعداد سكان يبلغ أربعة ونصف مليون نسمة.

كانت إحدى محطاتي الرئيسية خلال زيارتي مكتبة الاسكندرية، تلك المكتبة  التي أنشأت على يد أحد خلفاء الاسكندر الأكبر منذ أكثر من ألفى عام لتضم أكبر مجموعة من الكتب فى العالم القديم والتى وصل عددها آنذاك إلى 700 ألف مجلد احترقت المكتبة بالكامل وظل حلم إعادة بناء مكتبة الاسكندرية القديمة وإحياء تراث هذا المركز العالمى للعلم والمعرفة يراود خيال المفكرين والعلماء فى العالم أجمع حتى أعيد أنشاءها لتصبح أول مكتبة رقمية في القرن الواحد والعشرين تضم التراث المصري الثقافي والإنساني، وتعد مركزًا للدراسة والحوار والتسامح. ويضم هذا الصرح الثقافي: مساحة تتسع لأكثر من ثمانية ملايين كتاب ، ست مكتبات متخصصة ، ثلاثة متاحف ، سبعة مراكز بحثية ، معرضين دائمين، ست قاعات لمعارض فنية متنوعة ، قبة سماوية ، قاعة استكشاف ومركزا للمؤتمرات.. ذلك الصرح الذي ساهم في اخراج العديد من النوابغ قديما وحديثا.

احدثهم عزة فياض وعمرو محمد والعامل المشترك بينهم انهم من سكان الاسكندرية ومن رواد ذلك الصرح العظيم فعلى الرغم من حداثة عمرهما الا ان انجازتهما تفوق اعمار الكثيرين ازدادت غبطتي وازداد يقني حينها ان المكتبات هي أهم صروح المعرفة بالحياة البشرية بل انها احد اهم ركائز النهضة والتطور الثقافي والحضاري ان لم تكن الاهم على الاطلاق كونها منهل للعلوم الانسانية والعلمية.

عزة فياض ذات ال16 عاماً،انتقلت وأسرتها جميعاً من البحيرة إلي الإسكندرية، رغبة منهم في العيش بجوار مكتبة الإسكندرية مبتكرة مصرية فازت بجائزة دولية في مسابقة الاتحاد الأوروبي للعلماء الشباب في دورتها ال23 لابتكارها طريقة للحصول علي الوقود الحيوي من البلاستيك، وذلك عن مشروعها "إنتاج الإيثانول عن طريق تكسير المخلفات البلاستيكية البولي إيثايلين." ببساطة استطاعت تحويل القمامة إلى وقود.


اما عمرو محمد وكما يطلق عليه الكثيرين زويل مصر القادم فهو شاب سكندري في الثامنة عشر من العمر استطاع التغلب علي منافسين من‏80‏ دولة في مسابقة معمل يو تيوب،حيث قام باختيار العنكبوت القافز والذي يقوم باصطياد فرائسه خلال القفز وليس نصب الشباك العنكبوتية، التجربة قائمة علي وضع العنكبوت في الفضاء بما يحمله من معيار إنعدام الجاذبية بالإضافة الي توقع عدم قدرته علي القفز واستخدام وسيلته في التعايش علي الأرض والمتوقع هو تغيير العنكبوت لخصائصه والتكييف مع معايير إنعدام الجاذبية بالوصول الي طريقة جديدة وردود أفعال مختلفة من خلال فكرة البقاء لدي الحشرات والحيوانات.


.
فكم هي العقول التي اذا اتيحت لها نصف فرصة ابدعوا وتفقوا وابهروا العالم .. هذا نتاج مكتبة الاسكندرية لمن لا يعرف .. أحلم ان أرى في يوم من الايام مشروع كهذا في المدن الكبرى الوطن العربي .. به سنعود لريادة العالم وليس بالشعارات الرنانه والخطب المنمقة والارقام الوهمية.. فبالعلم وحده تحيا الامم