‏إظهار الرسائل ذات التسميات خـواطــر بـَصْــمة للحيــاة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات خـواطــر بـَصْــمة للحيــاة. إظهار كافة الرسائل

السبت، 19 ديسمبر 2015

في الخريف ..


ما عدت أفقه فنون الركض .. أنهكتني سنواتي الثلاثين .. حل خريف العمر وبدأت أوراق الشجر في التساقط تلك التي كانت حتى القريب تعنى الكثير من الأمل.. السعادة.. والبهجة. بدت بلا أحلام ولم أعد أجد لي من الأمال ما يستحق.  

ذلك الخريف الذي يفترض أن تُجدد الأشجار نفسها فتسقط ورقا لتنبت ثمرا .. أن نزرع لنجنى الثمارولوبعد حين أو ربما نزرع ليقطف الآخرون.. أن نطوى صفحات من العمر من الصيف الساخن لنلتحف دفء شمسه .. أن تنعشنا زخات المطر و نسمات الهواء الباردة بعد كر وفر..

ذلك الخريف الذي يفترض فيه أننا قد وصلنا لمرحلة من النضج فى العمر ..  ويقين أن لا يقين نكفر ونؤمن بأشياء عدة جلها لا قيمة لها .. نقترب من البحر لا لنلامس ماءه بل لننظر منه لعالم واسع تتخبط أمواجه أمامنا تبدأ عالية كجدار عازل وما تلبث أن تتحول إلى زبد ككل الأحلام و الهموم.

في الخريف نخزن جزءا من دفء لا يزال عالقا منذ الصيف قبل أن يحل الشتاء فنعدو بحثا عنه.. تعود بعض الطيور المهاجرة وترحل أخرى.. بعضها يبحث عن دفء مؤقت والآخر عن بيت يبدأ فى بنائه بحثاً عن استقرار وأمان ودفء.

حين يحل خريف العمر يفترض أن نبدأ في تفريغ مخزون تجارب تراكمت طبقة تلو الأخرى على مر كثير من الفصول المتعاقبة.. أن ننثر رحيق المخزون فينتشى الكثيرون ممن لا يزالون يتخبطون فى «ربيع العمر» ممن يبحثون عن تجربة خريف تمسك بيدهم لتدلهم الطريق.. ليس كل ذاك المهمل فى زاوية من الذاكرة سوى خزينة ثرية بتجارب متعاقبة يعود لها كثيرون لضحكة هنا وفرحة هناك .. أبحث عن هذا الرحيق وأفتش في الذاكرة بحثا عن طريق فلا أجد مخزون لأنثره لا أجد سوى سراب.

 الخريف هو من يعيد للطبيعة مجراها فى زمن الحجر على العقل والفكر والجسد وانفعالات الأيام الأولى من رعشة تصيب القلب فما تلبث أن تنشر عدواها على كل الجسد فتنتقل من شريان إلى آخر حتى تصل الأطراف المثلجة إما بفعل الخريف القادم توا وإما بفعل النظرة الناطقة بحكايات تبدأ من ألف ليلة وليلة ولا تنتهى بليل الخريف الطويل.

الخريف هو اللغز يقول جزء من الأحجية وعلينا التفكير والتدبير فى خواتمها.. هو وليد الصيف الطويل على شواطئنا الممتدة على ضفاف الجسد المتعب .. الخريف هو نهاية الاغتسال بملح البحر وبداية طقوس الاغتسال بمياه السماء.


الجمعة، 25 سبتمبر 2015

لم أعد .. ولم يعد !!

لم أعد أشعر بأى كراهية تجاه أى شخص أو أى شىء، لكننى أيضا لم أعد أشعر بأى انجذاب لأى شخص أو أى شىء، ولم يعد هناك من شىء أريد أن أتمسك به، ربما لأننى لا أرى أمامى أى معالم واضحة أو مؤشرات، بل اننى لا أرى أمامى أى حياة واقعية أو انسانية، لا أرى أى بشر , فأنا خارج الزمن تماما، لم يعد لدى أى ماض أو مستقبل , لم يعد لدى حزن، أو حلم، أو حنين، لم يعد لدى احساس بالفقدان أو الأمل، لقد "كنت " فى زمان ما، لكننى لم أعد الأن كائنا، لم أعد موجودا .. لقد خدعتنى الحياة

من رواية " جزيرة محتملة " ميشيل أولبك

الجمعة، 24 أكتوبر 2014

الانتقام حق..

كنت أرى في الانتقام استمرار لدائرة الظلم .. ولكن بت أراه قمة العدل
كنت أرى في الانتقام ضعف .. ولكن أصبحت أراه حق أصيل

الانتقام حق في الحصول على تعويض عن إساءة تكبدناها.
رغبة مشروعة، رد فعل لفعل من جنسه غرضه رد الألم بمثله أو ضعف أضعافه.
الانتقام يطفء ذلك الشعور الذي شعرنا به طويلا شعور بالذل والقهر والضعف في آن واحد ..

في الانتقام محاولة لاسترداد كرامة أهدرناها على يد من خدعونا بأمل زائف. 
في الانتقام دفاع شرعي عن النفس حتى وإن بدا فعل خسيس للبعض.
نعم هو وليد حقد وضغينة وصدود و كراهية ولكنه في المقابل نتيجة طبيعية
خداع بخداع .. ألم بألم .. خسة بوضاعة .. عين بعين أو بأكثر ما عدت أبه والبادي أظلم

 ومضة: انتقام النساء دمويّ وأن المرأة تتوحش في حالة الانتقام.، لتدمر (المنتقم منه) بأكثر الطرق وحشية وإيلاماً

الثلاثاء، 2 سبتمبر 2014

عن الإنتظار ..

كفقاعة صغيرة حائرة في قاع محيط، لا تقوى للإرتقاء للسطح ولا تتحمل ضغط القاع، عالقة بين انتظار فرصة و وانتظار اللاشيء.

في الانتظار تضيع ابتساماتنا، ذلك الغول الخفي يجبرنا على اجترار الماضي يجبرنا على الحنين بحثا عن دفء ضائع، ذلك الغول الذي يتغلغل في كل الحواس بسكينة وهدوء فتتوقف جل الحواس عن العمل. الانتظار لا يأتي أبدا منفردًا، بل يأتي دائمًا ممسكًا بيد الوحدة والبرد، وكلما طال الوقت زاد سطوع النجم المنتظر، بل ربما زاد تمسكنا بذلك القادم المجهول.

أشياء كثيرة في حياتنا مجبرين أن ننتظرها، لم أكن أدرك أن ذلك الداء "الانتظار" كان يبحث عن دوائه عن "الصبر".. وأنا ما عرفت يوماً أن أتقن تركيبة ذلك الصبر ولم أهتدي يوماً إليها، فلم أصبر وزاد تمردي.. تمنيت لو أنني كنت أستطيع يوماً أن أعرفهما ببعضهما (الصبر والانتظار) كنت قللت حجم العجز في الروح كنت أقنعتها أن تقبل بالواقع عن طيب خاطر. في كل مرة كان يدق بابي ذلك المارد الانتظار لم أستطع أن أروضه أو أن أهذب نفسي في حضوره، تمنيت لو أني استطعت يوما أن أكسر رأس الطفلة العنيدة التي تحتلني، تمنيت لو أني استطعت أن أتخذ من الصبر صديقًا وفيًا.

في كل مرة اضطرتني الحياة لمواجهة ذلك اللعين "الانتظار" كنت أحاول أن أقاوم ضيق الصدر وقصر النفس، وأقنع نفسي أني سأنتصر عليهما، كنت أحاول أن أرفع رأسي بعيدًا عن هوة اليأس.. أن أصبغ ابتسامتي بكل الألوان المبهجة لأخفي اصفرار الروح، وجاءت محطة الوصول..  مللت كل الانتظارات مللت انتظار البدايات والنهايات مللت ترقب النجاح أو الفشل على حد سواء، فقد كل شيء بريقه تمامًا، وما عاد في مقدور أي شيء أن يقدم لي فرحة منتظرة، ولا حتى تنهيدة ارتياح متوقعة، أدركت أن الانتظار يحطم أرواحنا  وأن كل ترتيبات على مقعد الانتظار ما هي إلا مستهلكات للروح.

السبت، 16 أغسطس 2014

بوادر اكتئاب !!

لما يطل الليل ويحل معاه تفكير طويل 
لما يكون اخر التفكير دعوة لربك إن الليلة دي تبقى آخر ليلة  
تصحى الصبح تلعن يومك قبل ما يبدأ .. تسأل نفسك تسأل ربك هيا الدنيا دي ايه انا كارهها ماسكة فيا ليه ؟!!
لما الضيقة ويا الخنقة توصل بيك تتمنى تنام ما تقومش .. 
لما تلاقي أن الدنيا دي بقت ظالمة وإنك كاره بلدك عيشتك أهلك حتى أصحابك .. كاره نفسك .. تعمل ايه ؟!! 
لما تحس إن الدنيا دي تجربة بايخة حاجة سخيفة
مجبر إنك تفضل فيها .. تسأل نفسك فين العدل أنا ما اختارتش حاجة فيها ولا حتى اخترت في يوم إني أجيها !!
لما تلاقي إنك ماشي عكس وعايز توصل تسأل نفسك بس لفين تلقى جواب بمية رد .. ياااه عل الدنيا لما تحير .. يااااه عل الدنيا لما بتبخل .. ياااه عل الدنيا لما تبص تلاقي نفسك كاره اللمه كاره الناس حابب الوحدة. 
اهو سيناريو الليلة هو سيناريو سنة طويلة

الاثنين، 16 يونيو 2014

مشوار الغربة !!

حين أقول أن الغربة قد صقلتني .. بالفعل صقلتني أيام الغربة باقتدار
واجهة فيها المستحيل مرة أو مرتين أو ثلاث
بل في الواقع أصبحت أواجه المستحيل بشكل دوري
حتى اكتشفت أخيراً إني حذفت ذلك المصطلح من قاموسي.

صقلتني تجارب صعبة
حددت أخطائي الكثير من جوانب شخصيتي
كسبت خبرات من اختياراتي الفاشلة اكثر من الصحيحة
تعرفت على معنى اخر للفشل
انه مجرد اعادة توجيه ..
او فرصة اخرى للمحاولة.

عرفت ابعاد جديدة لقدراتي
أمعنت النظر في تفاصيل كثيرة للحياة ولشخصيتي عن كثب
حاولت أن أصل لخط يميّز بين الخطأ عن الحرام و العيب


أخيرا أيقنت أن تلك الورقة التي نعود بها اخر المشوار لا تمثل حصيلة علم ودراسة فقط
بل تجمع كل شيء .. كل التجارب والدموع و الوحشة و الاشواق و الحنين
الفزع و الخوف والدعوات و الاماني.

نعم
عشت غربة
غربة مكان مع اول ليلة اظلم الليل عليّ في بلد الغربة
غربة روح في كل ليلة عند عودتي لوطني
غربة فكر عندما أجتمع بأصدقاء قدامى وأفراد عائلتي
عرفت أبعاد جديدة و معاني اعمق لكلمة غربة واغتراب ومغترب
حملتها معي فأصبحت جزء مني افتخر به !!
عرفت أبعاد جديدة لكلمات مثل صديق، اهل، مال، بيت، وطن، تعب، مستحيل


نعم 

أدمنت العزلة ولكنها ليست تكبر بل هي حاجة بداخلي للسكون و تغذية لجانب الوحدة التي شاركتني غربتي.

نعم
استحق حريتي و استحق ان احصل على الاحترام عندما اعود.

نعم
الغربة اختياري و إرادتي و فيها وجدت سعادتي وإن خيرت لاخترت الغربة بكامل إراداتي .

الجمعة، 28 مارس 2014

علمونا ..

علمونا أن النقص كمال ..
 وأن الثقة خذلان.
 علمونا أن المحبة ضعف ..
 وأن الصمت فضيلة.
 علمونا أن العشق كذبة ..
 وأن الانتظار بلاهة.
 علمونا أن الوحدة راحة ..
 وأن الحب ندم و ألم.
 علمونا أن الغدر خلاص..
 وأن الخيانة والقسوة هما الأصل.
علمونا أن الصدق خدعة ..
 وأن الاحتفاظ بنقائنا وهم.
 علمونا أن ندعي اللامبالاة ..
 وأن نحترق في صمت .. !
 علمونا وعلموا علينا فشكراً من القلب.

السبت، 8 فبراير 2014

تنام عينك والمظلوم منتبه !!

يوسخونا ويبعدوا .. ويجروا لغيرنا قال يعني بيتطهروا .. 
يتنكروا من فعلهم .. و يصدوا عنا بعد ما الذنب طالنا 
يرمونا في وسط الطريق .. وسط الوحل والظلام بلا رفيق 
أكم من خاين نجس وعامل بريء ..
أكم من واحد آمن وصدق لهم !!
أكم من واحد وعد لكنه غدر  !! 

يوسخونا ويبعدوا .. ويرحلوا بعد ما يتأسفوا 
بيطمنوا نفسهم إن الوحل طالنا من قبلهم ..
دا الوحل والذل ما عرف طريقنا الا على ايديهم  
وإن جينا في يوم على بالهم ..
بذنب الوحل اللي رمونا فيه ضميرهم بيعفيهم  !!
أيا ظالم بإيه يفيد الأسف  
أيا ظالم بإذن الواحد المعبود يجليك يوم تترد فيه المظالم 
 أيا مظلوم استغفر ربك هو الغفار ماحي الذنوب الجبار المقتدر.

وان كنا في يوم عل الابتسامة جبرنا روحنا .. كيف نجبر أرواحنا تنسى الألم و الجرح والخيانة !!

ومضة: تنام عينك والمظلوم منتبه .... يدعو عليك وعين الله لم تنم.

الثلاثاء، 4 فبراير 2014

خطوات هلاك أو نجاة !!

جل ما يفصل في الحياة هو خطوة .. كثيرا منا في أحلك أوقات حياتهم يعموا عن تلك الخطوة الفاصلة بين آخر اليأس وأول الرجاء في حين لا يفصلهم عن كل منهما سوى خطوة ..
فيعودوا وهم من النجاح قيد خطوة واحدة .. وبذلك يبقوا في حالة من اليأس والبؤس ما تبقى لهم من حياتهم ..
تلك اللحظات في الحياة أصعب و أشد ما فيها أن الإنسان لا يعلم أين يجب أن تكون خطوته التالية .. أيُقدم .. أم يحجم؟!
فقد تكون خطوته للأمام تلك سببا في سعادته ونجاحه أو قد تكون سببا في حرمانه من كل أمل في بلوغ ما يصبو إليه.
وقد تكون خطوته للخلف هي وسيلته الوحيدة للنجاة والنجاح أو قد تكون سببا في كرب لا رجعة منه !!
و لا أحسب أحدا ولو أوتي حكمة موسى يدري أي الطريقين أهدى إلا أن يهديه إلى ذلك شيء
أكان وحي أو علامة تنجيه من هلاك محتم أو ترميه في غياهب الضياع والندم !! 

ومضة : ليس بينك وبين أبعد ما مر من حياتك إلا خطوة !! 

الأحد، 15 ديسمبر 2013

الوفاء ..

الوفاء هو ذلك الفعل الذي قد يبدو نبيلاً الذي يجعل قدرة قلوبنا على التسامح أكبر ..
الوفاء يتمثل في تصرفاتنا حين نلقاهم بعد زمن من الألم ..!
الوفاء أن لا ترضى لأحد أن يهينهم ولا ترضى لهم الأذى ..
فإن عادوا يوماً ما يجدون في قلوبنا لهم مكانا لا يتغير .. !
الوفاء أن تكون على استعداد لحماية قلوبهم بقلبك وان مر الزمن ..!
لأنهم سكنوا قلوبنا في يوماً من الأيام لأننا كنا أصدقاء في يوماً من الأيام والصداقة حين تبتدأ يجب أن لا تنتهي ..!

 ومضة : الوفاء كثيراً ما يكون السبيل الوحيد للأمل ومن ثم الحياة .. كونوا أوفياء !!

الأربعاء، 27 نوفمبر 2013

نكتب لأننا !!

عندما ننكسر الشيء الوحيد الذي يجعلنا نجبر الكسور هو الكتابة ..
الكتابة  وحدها تمنحنا هذه الفرصة بدون أن نطلب من أي شخص ورقة الضمان الاجتماعي لتبرير طبيعة المرض والدواء ..

نكتب لأننا في حاجة للنسيان او لمزيد من الألم موجهين نداء استغاثة ولا يهم اذا سمعنا ام لم نسمع.
نكتب لأننا نريد من الجرح ان يظل حيا ومفتوحا.
 
نكتب لأن الكائن الذي نحب ترك العتبة وخرج ولم نقل له بعد ماكنا نشتهي قوله.

نكتب بكل بساطة لاننا لانعرف كيف نكره الاخرين وربما لأننا لانعرف ان نقول شيئا أخر.

*واسيني الاعرج 

السبت، 15 يونيو 2013

من العدم !!

من العدم وإلى العدم ..  
تشعر أنك سواء والعدم .. 
لتتساوى كل الأشياء بالعدم ..
فلا يعد وجودك إلا شكل من أشكال العدم ..
وتتجلى أمامك كل لحظات العدم يقظة ومناماً !!
تصبح كل أحلامك وخططك للمستقبل عدم 
يلاحقك ذلك الماضي البغيض معمقاً قيمتك بالعدم..
كل ذلك ليس إلا نتيجة  ضمير لا يغفو وشعور بالخطأ وندم ..
فلا يغدو الحق في الحلم سوى عدم
كل الكلمات  بلا معنى مجرد عدم
الحديث عن المباديء لم يعد يتخطى العدم 
تتحول الأيام إلى عدم لتصبح جل الحياة عدم .. 
ولا ترى سبيل للخلاص سوى الرحيل إلى العدم !!

الأربعاء، 6 مارس 2013

اكثر من مجرد لغة !!


عندما يصبح الكلام اكثر من مجرد لغة .. تصبح بعض المفردات هي أمالنا و ألامنا .. تصبح الحياة أكثر قتامة .. فتحدث ضجيجا مفتعلا .. تتعالى صيحاته .. ويختل إيقاع نبض الاشياء .. وتعتم الرؤى بفعل الضبابية .. وتكتسي المساحات برمادية ويصبح صراع النفس والواقع ممتدا بلا نهاية .. أو هكذا يبدو للمتأمل فيه ... وتتعرض النفس البشرية لضغوط شتى من قبل واقع مرير بكل اشكاله الممكنة والمحتملة وتمارس مع ذلك سيادة نظرية تأملية .. فتنكمش وتنبسط وتتراجع في صراع دائم ومتصل .. لا تنعم فيه بالسلام ..الا لكي تعود من جديد  ..فتدفعنا رغبة مستبدة ملحة لاعتلاء هذا الواقع وامتلاكه والاستحواذ عليه .. وتتجلى مظاهر الصراع بين النفس والواقع في صور شتى .. مع ميلاد أفكار وليدة تنبثق من ومض الصدام .. تحاول الافكار تأسيس نفسها بلغة جديدة ..ووجود جديد لم يكن ..ليتلاشى تكوين الأفكار بالعودة للواقع وبمجرد النظر لقوى النفس البشرية ليتبين وينكشف مقدار الطاقة في انحاء الجسد ،فتضمر الافكار وتنضب الانهار وتبقي عين الوعي فارغة مفتوحة تبتلع كل الرؤى..وكل نبض العاطفة ..حينها تعصف بنا رغبة ونية للرحيل من دروب الدنيا ..و تصبح كل العلوم وجودا منفيا يستمد عمق معناه من عمق جروحنا !!

عندما يصبح الكلام اكثر من مجرد لغة يعجز اللسان .. ويتكلم الصمت .. لنعيش لحظات بلا كلام باحترام  .. لحظات صامتة...طويلة او قصيرة... لحظات نرغب فيها بالتكلم ولكن...لا نجد ما نقوله .. اوقات تضيء العمر...نعيشها صعبة...ونتذكرها جميلة .. عندما يصبح الكلام اكثر من مجرد لغة تمر بنا اوقات نود ان نقول فيها كل شيء ولكن...لا نقول فما الذي يمنعنا.. شخص..ام هوى..ام صمت خجول ؟؟؟ لحظات تأتي فجأة...فيها حزن .. فيها فرحة نتمنى لو أنها لا تنتهي .. لكنها تمر كالسحابة .. تمر بنا لحظات فيها نقول ما لا يقال ... ونفعل ما يستحال  ..فيها متلقٍ لا يسمع ومتكلم لا ينطق .. ولكنهم لبعضهم يفهمون لحظات فيها تتكلم العيون بنظراتها.. وتعابير الوجه بإشاراته.. والقلوب بنبضاته..والأيادي بلمساتها ..

فعندها يكون العاجز هو اللسان والصمت هو الانسان !!

الأربعاء، 16 يناير 2013

البحث عن الضوء !!


تضجّ بي رغبات تترى .. رغبة جامحة في العزلة والغياب تخرجني من أتون الضيق ..
أحاول الهروب من الضوء والخروج بضوء أنشده .. ضوء أشيده وحدي بمعاير خاصة !!
ضوء لا يلوثه أية شوائب ..لا يعقبه استبداد وظلم وقهر .. ولا يتخلله كذب وخداع !!
ضوء محدد المسار ثابت وواضح .. لا يضعفه وقت ولا يخفت بين حين وآخر !!
ضوء كلما ازددت حاجة إليه .. ازداد قوة !!
ضوء ينير لي دربي .. يسير معي يرافقني.. لا يفرض علي مساراتي!!
ضوء حين أصبح عبء عليه يتحملني ولا يرحل عني !!
ضوء يرشدني برفق ولين على الطريق .. ولا ينطفيء في وسط الدرب فجأة ودون سابق إنذار !!

و ما بين الرهبة من الضوء أو الجنوح في الظلام .. خوف دائم وهاجس يلاحقني .. 
خوف من أن أكون على ضفة خاطئة أو أن يرفض البحر حملي لأهرب بحلمي !!
خوف من أن تقتل الدنيا بهموها كل ابتساماتي ولحظات فرحي !!
خوف من أن أرى نفسي مقيدة بين جدران عمر ضائع دون أن أصل إلى شعاع من هذا الضوء الذي أنشده !!
خوف من أن أصرخ ولا يصل صوتي فأستسلم وأسلم نفسي للظلام وأقنعها ان الظلام قدري  !!
خوف من أن يتلبسني الحزن فيسكن عيوني .. ويصبح جزء مني لا يفارقني !! 
خوف من أن ترميني الريح في الزحام .. فأركض وأركض ولا أجد نفسي !!
خوف من أن أخاف من نفسي فأرفضها ثم أكرهها .. لأصبح عدوة نفسي .. أصبح الجاني والمجني عليه في آن واحد !!

السبت، 6 أكتوبر 2012

وحدي ..


أعواما تلو أعوام و بمرور الاعوام تزداد رغبتي في ان ارحل وحدي في صمت وهدوء دون ضجيج .. يزداد استمتاعي في السير في دربي وحدي .. اختلس النظر واركض وحدي خوفا وهربا من نظرات و أعين قد تلحظني .. أتأمل وحدي كل ما حولي في سكينة و هدوء على أمل أن أرى شيئا يدفعني لمشاركة الآخرين دروبهم أو اشراكهم في سيري.. كلما تأملتهم كلما زاد عشقي لفقاعتي ووحدتي وعالمي الذي قد يبدو مختلا دون مشاركة من  احد ..

أياد تلوح من بعيد أراها بين الحين والآخر اتغاضى عنها أحيانا وأرحب بها أحيان أخرى لكن سرعان ما اشتاق لتلك القوقعة التي اجد فيها ذاتي .. أياد تأخذ بيدي فتقتلعني من تلك القوقعة وتعلقني بالمستقبل لكن سرعان ما اجد نفسي في حالة من التخبط بين كذبهم ونفاقهم ومحاولة تصديقهم او ومواجهتهم .. بين رغباتهم وبين رغبتي في العودة لعالمي الخاص وما بين احتياجي لبقاء تلك اليد التي احتاج بقاءها حقا !! اتوق شوقا للحظة الخلاص النهائي والرحيل.

حديث مع النفس -4-
ومضة : لا يوجد أقسى من الموت سوى أن تكون الحياة آخر ما يحتاجه الانسان!

الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

مفاهيم ..

مفاهيم كثيرة تبدلت ونضجت بعضها توارى وضعف .. وبعض منها زاد قوة على قوة ..في حين لم يبقى الا القليل بذات القوة..
لم يعد مفهوم الاشتياق هو ذات المفهوم الذي حاصرني لفترة قصيرة حين وصلت هنا لاول مره.. لم أعد أشعر بأي حنين لأي شئ بل انني أريد التخلص من أعباء الماضي ربما هربا وربما طموحا في مستقبل أفضل .. بينما رغبتي في ان أثبت ذاتي او يسمع صوتي مهما كان الثمن تضاعفت مرات ومرات .. لم تعد الوحده هاجس مخيف بل أصبحت هي غايتي و وملاذي هو بحق ما استمتع به  .. أشعر براحة لا توصف حين اجلس مع نفسي وفقط .. هو اختلال .. هو غرور قولوا ما تشاؤون ..  شعوري بعدم الاحتياج اوالاعتماد على الاخرين يزيدني قوة..

بينما كانت مفاهيم كالعدل والحرية تحتل مساحات ثانوية.. أصبحا جل ما ابحث عنه .. فمن يذق طعم الحرية ويكن مسؤولا عن كافة عواقبها .. لا يمكنه العيش دونها تصبح كالماء والهواء ولن يتحمل السيطرة اي كان شكلها..  اما عن العدل فقد اقتنعت اخيرا ان الحياة ليست عادلة فكيف نطلب ان تكون عادلة ونحن في دار تسمى "دنيا".. وبجور وظلم الناس لبعضهم البعض تتحول الحياة لمجرد  حلبة صراع الجميع يتصارع لا يكتفون عند اشباع رغباتهم بل تمتد ايديهم إلى ابعد من ذلك بسطوتهم على حياة الاخرين غير مباليين .. معركة غيرعادلة لم ندخلها باختيارنا ولا نملك حتى حق الانسحاب .. ولكن يظل البحث عن العدل هو أسمى معاني الحياة.

 حديث مع النفس -3-
 لم أعد أنا أنا .. لكني لا زالت رهينة مفاهيم كثيرة.

الأربعاء، 4 يوليو 2012

تباً للوصاية .. والأوصياء ..

تباً لاي وصاية ..أكانت وصاية أهل أو أصدقاء .. عادات و تقاليد..
تباً لتلك الوصاية التي تنبعث منها تلك الرائحة العفنة .. تلك الرائحة :
التي تصادر حقنا في الصمت وعدم الرد وتدفعنا للتقيء
التي تصادر حقنا في التفكير و تفرض علينا واقع مقيت
التي تصادر حقنا في التعبير لتسلبنا حروفنا فإما ان ننسخ حروفهم او أن تُحرق أحرفنا
التي تصادر حقنا في التنفس لدرجة توصلنا حد الاختناق
التي تصادر حقنا في التألم والألم والبكاء على حد سواء
تباً للوصاية التي تجعل منا عرائس متحركة .. وصور منسوخة .. وأصوات تقليدية ..

حديث مع النفس -2-

ومضة: رفضي للوصاية أفقدني ودفعني للتضحية بالكثير   .. لكن مقابل حريتي التي لا تقيم بثمن ..

الأربعاء، 27 يونيو 2012

طرقت الباب ..

طرقت الباب ذات مره .. بعد صدفة .. تلتها دعوة .. قبلت الدعوة وأدمنت الزيارة .. ليبادلني زيارة بزيارة .. 
فحين شاهدت الباب مفتوحاً .. طرقت الباب بلطف .. انتظرت طويلاً ..
لم أيأس قط .. فعدت وطرقته مرات بعد مرات  .. 
كانت تلك المرة الأولى التي أطرق فيها باباً..  لاكتشف بعد زمن انها كانت الأولى والاخيرة ..
فمنذ ذلك الحين وبابي يُطرق .. لكني لم أعد اقوى على فتح الباب .. أو على طرق أبواب جديدة..
حديث مع النفس -1-

ومضة : ابتعد عن طرق الأبواب المغلقة .. واياك أن تطرق باباً مفتوحاً .. اصنع الباب الخاص بك

الثلاثاء، 24 أبريل 2012

أين أهدافي ؟

  أعلم يقيناً أن مساحة الإبداع في هذه البلاد وفيرة.. مساحة الحرية غنية ووثيرة.. والعمل الجاد له تقديره
على الرغم من ذلك .. أشعر كمن فقد قوَته وطموحه .. فقد حماسه  وضل طريقه

مترنحة بين يأس وحيرة .. أبحث عن أهدافي التي دفعت بي إلى هنا لأجد أن تلك الأهداف لم يعد لها دور في تحفيزي
ليزداد يقيني ان الأهداف ليست ضرورية لتحفيزنا فحسب .. لكنها ضرورية فعلاً لبقائنا على قيد الحياة

ألهث خلف التميز فهو جل ما يعنيني .. لكني في ذات الوقت لا اقوى على ملاحقة طموحي
تصيبني حالة من العجز والوخم لا مثيل لهم .. فلا أقوى حتى على النهوض من سريري 

أناظر حولي فالمتميزين كثر ولكن أين موقعي على تلك الخارطة لأجد نفسي على خارطة معاكسة خارطة الفاشلين
كثيراً ماكنت أرى الفشل...كالوحة مكتوب عليها توقفي لانك فاشلة لكني تعملت أن أرى فشلي بشكل مختلف فهوليس إلا مؤشر أني في اتجاه خاطيء

لطالما كانت لي أهداف واضحة .. ولطالما كان الطريق ضحل .. لكنه لم يكن أبداً بالمستحيل 
 كثيراً ما كنت أشعر بيد تربت على كتفي .. وميض من بعيد يظهر لي بين الحين والأخر .. لم يعد لذلك الوميض او لتلك اليد أي أثر

ومضة:  الأمل..هو تلك النافذه الصغيرة التي مهما صغر حجمها إلا أنها تفتح آفاقا واسعة في الحياة .. فلاتفقد حماسك وأبحث بجد عن أهدافك

الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

رغبة في الانتصار على الذات !!

صدى غريب يتردد على أذني بين الحين والآخر..
صوت غريق يستنجد بمرارة يستغيث بشدة..
صرخات مبهمة تتصارع في داخلي ..
وتتضارب على شطآن أفكاري..
أتسال مامصدر ذلك الصوت بعيد المدى الذي يعلو تارة ويخبو تارة أخرى..
يؤرق أيامي.. ويوتر هدوء أمسياتي.. ويعكر الصبح الندي في شرفاتي..
فتضيق أنفاسي ولا أعرف السبب الحقيقي..

أهو صوت الضمير النادم على ما فات ..
ام صوت الرغبة في الانتصار على الذات ؟؟
ام انه صوت يذكرني أن لا أنسى أخرتي فالموت آت آت !!
فما بين ماض به الكثير من الذكريات ..
وحاضر يحمل الكثير من الامنيات.
وما بين أمل في غد أفضل لكل الفئات ..
وواقع مرير يبدد كل التطلعات.

أجد نفسي على مفترق طرق..
بين ماض يحمل في طياته كم وفير من الأخطاء...
وترقب ليوم مليء بالعقبات .. لا يخلو من الحسرة على الهفوات ..
وبين خوف من مستقبل مجهول ليس له أي أساس معلوم..