منذ شهور الثورة الأولى وبعد تنحي مبارك أو خلعه .. ظهرت دعوات عديدة بضرورة الخلاص من مثلث الرعب المتمثل في سرور وصفوت و زكريا .. تسألت حينها عن سبب استبعاد طنطاوي ومجلسه العسكري عن دائرة الاتهام .. ومحاولة تجاهل أي عتاب أو اتهام يوجه له سواء إعلاميا أو تويتريا .. و كان من ضمن الإجابات أن اتهامه سوف يقود البلد للهاوية وما لا يحمد عقباه .." يعني تقريبا نفس منطق فزاعة فوضى ما بعد مبارك"
فكانوا يتبعون مبدأ العبيط ويتجاهلوا كل التجاوزات متعللين "هيا مده نستحملهم فيها ونخلص من وشهم" .. إلى أن وصلنا إلى نقطة اللا عودة و الشارع بدأ يشعر بقرب أجل المجلس العسكري وأن رصيدهم بالفعل قد أوشك على النفاذ أو نفذ بالفعل .. نفذ بعد تراكمات عده لما يزيد عن 3 أشهر ابتدءا بموقعة الجمل وموقفة السلبي و 9 مارس وفض الاعتصام بالقوة وكشف العذرية للفتيات مرورا بإصدار أحكام عسكرية على مدنين.. حتى القبض على متظاهري السفارة بذلك الشكل الغير مبرر .. واستخدامه فزاعة الفوضى والجوع والإفلاس .. واستمرار سياسة القمع الإعلامية .. وصولاً للتعديلات الدستورية بعد أن قام المجلس العسكري بضرب نتيجة الاستفتاء بعرض الحائط وبعد أن قسم الشعب وقام باستئثار السلطات التنفيذية والتشريعية لنفسه ضارباً بعرض الحائط مره أخرى ابسط مبادئ الديمقراطية .. منتهجاً نفس أسلوب السلطوية الديكتاتورية للنظام السابق.. وتبعه قانون تجريم التظاهر والاعتصام و قانون مباشرة الحياة السياسية و تكوين الأحزاب .. الذي خلى من أي مطلب من مطالب الشعب وقد يكون ذلك منطقيا جداً فلم يسبق أي من تلك الإعلانات أي حوار مجتمعي.
المجلس العسكري كان ولا يزال جزءاً من نظام مبارك .. وقادته دانوا له بالولاء كقائد أعلى للقوات المسلحة طوال 30 عاماً ومن غير المنطقي أن نستوعب فكرة أنهم ثواراً أو حتى يؤيدوا الثورة إذا كانوا فعلا مؤمنين بفساد النظام السابق .. لماذا لم يقوموا بالإنقلاب علي السلطة ويوفروا علينا ما يقارب 800 شهيد وأكثر من 1000 جريح .. لماذا سكتوا عن تجاوزات النظام السابق من أجل سوء أحوال المعيشة التي كان ولا يزال يعاني منها شعب مصر.. إذا كانوا رفضوا "مشروع التوريث".. فلماذا لم يرفضوا "تزوير الانتخابات"؟؟ فلما كل هذا التعلق بالسلطة الإجابة قد تبدوا بسيطة خيرات السلطة وما يأتي من ورائها بثروة من المستحيل أن تجعلهم يتعاطفوا مع الثورة أو مطالبها مما يؤكد ارتباطهم بشبكة مصالح النظام السابق الفاسدة.
ما وصل إليه الحال في مصر الأن هو نتيجة فهم الشكل الهندسي بشكل خاطيء منذ البداية .. فلم يكن مثلث رعب بل في واقع الأمر مربع شر .. زكريا وسرور وطنطاوي وصفوت .. ونتيجة اختبار نجاح الثورة من عدمه لن يظهر في الوقت القريب فالنتيجة لن تظهر إلا بعد 8 سنوات على الأقل بعد أن نرى رئيس منتخب يقضي فترة أو فترتين كما ينص الدستور .. ويرحل تاركا القصر الرئاسي بكرامته .. وليس بعد أن يقضي على كرامة الشعب.
5 التعليقات:
المجلس الاعلى للقوات المسلحة فشل فى ادارة البلاد سياسياُ لانوا مش دوروا ولا المطلوب منوا علاشان كدة من الواجب ان يتم حكم البلاد فى شراكة بين المدنين والعسكرين متمثلاُ فى "مجلس رئاسى" لكن المجلس العسكرى فى دوره العسكرى لم يقصر تماماً وموضوعات التطبيل للمجلس العسكرى دى حاجة طبيعية بسبب ان الى اتعود على التطبيل 30 سنة من الصعب انوا يتخلى عانوا بسهولة كدة .
مقال متميز كالعادة
مقال متميز كالعادة. مع اضافة انه تم استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين امام السفارة الاسرائيلية.
قد تم ذكر ذلك في برنامج في الميدان انه تم اصابة واحد من المتظاهرين في الراس و انه اصيب بغيبوبة.
الغريبة فعلاً اقتناع الناس وصبرهم على المجلس العسكري بحجة الاستقرار، وموافقتهم على التعديلات الوهمية للدستور الساقط، ثم يتجاهلها المجلس نفسه ويعدل المواد التي استفتى عليها الشعب، ويمنح أعضاء البرلمان صلاحيات مهولة تصل إلى حد عقد اتفاقيات دولية، وعلاوة على هذا تم إضافة قرابة 50 مادة للتعديلات الدستورية بخلاف إعداده لقانون إنشاء الأحزاب دون الرجوع للشعب.
ثم يأتي على النقيض من هذا فيقوم بكل بساطة بالتشدق بموافقة الشعب على التعديلات الدستورية ويدعي أنه يمتلك الشرعية بموافقة غالبية الشعب.
وكان سيناريو الوقيعة بين الشعب والجيش جاهزاً لكل من انتقد المجلس العسكري، فكرهه الناس قبل أن تحاكمه النيابات العسكرية.
ولما أخبرنا الناس أن المجلس العسكري شيء وباقي ضباط وجنود الجيش المصري شيء آخر، أجابوا بأنه لا يمكن فصل الجيش عن بعضه وكأنه وحدة واحدة فإما أن تقبله كله فاسداً وهو مستحيل عملياً أو أن يكون كله شريفاً وهو أيضاً المستحيل، ولكنهم تمكنوا من استغلال الشعب والجيش إيد واحدة، وادعوا أنها انطلقت من الميدان وقبل أن يتولى المجلس العسكري إدارة شئون البلاد.
الكلام كثير جداً، ولكن خلال أيام يطل علينا يوم 8 يوليو باعتصام مفتوح حتى تنفذ الثورة مطالبها، وإلا تكون منجزات الثورة مجرد عملية تجميل لوجه مبارك ليطابق وجه طنطاوي...
سيدتى العزيزة السلطة فى مصر لم تكن يوما ثلاثية او رباعية قائمة على المشاركة ولكنها دوما هرمية شديدة المركزية ومن ثم فأن العمود الفقرى بها او كما يقال بيت الحكم هوا الموسسة العسكرية من قديم الازل مما قبل المماليك فالمماليك فمحمد على فضباط يوليو وان اختلف رئس السلطة فان جوهرها واحد لم يختلف ولهذا لم يكن مستغربا بقاء تمثال ابراهيم باشا ومحمد على فى الميادين بعد يوليو فلانهم رموز لهذة المؤسسة وربما لذالك كان التخلص ممن حاول نقل بيت الحكم لخارج المؤسسة سؤاء كان السادات سابقا او البردعى لاحقا او ايا من كان .فهى اكبر مشغل للعمالة وصاحب عمل فى مصر ورئيها دائما محافظ جدا مهما تغير الاشخاص وتسعى للحفاظ على مصالحها ومكتسباتها الشخصية
إرسال تعليق