أعواما تلو أعوام
و بمرور الاعوام تزداد رغبتي في ان ارحل وحدي في صمت وهدوء دون ضجيج .. يزداد استمتاعي
في السير في دربي وحدي .. اختلس النظر واركض وحدي خوفا وهربا من نظرات و أعين قد تلحظني
.. أتأمل وحدي كل ما حولي في سكينة و هدوء على أمل أن أرى شيئا يدفعني لمشاركة الآخرين دروبهم
أو اشراكهم في سيري.. كلما تأملتهم كلما زاد عشقي لفقاعتي ووحدتي وعالمي الذي قد يبدو
مختلا دون مشاركة من احد ..
أياد تلوح من بعيد
أراها بين الحين والآخر اتغاضى عنها أحيانا وأرحب بها أحيان أخرى لكن سرعان ما اشتاق
لتلك القوقعة التي اجد فيها ذاتي .. أياد تأخذ بيدي فتقتلعني من تلك القوقعة وتعلقني
بالمستقبل لكن سرعان ما اجد نفسي في حالة من التخبط بين كذبهم ونفاقهم ومحاولة تصديقهم
او ومواجهتهم .. بين رغباتهم وبين رغبتي في العودة لعالمي الخاص وما بين احتياجي لبقاء
تلك اليد التي احتاج بقاءها حقا !! اتوق شوقا للحظة الخلاص النهائي والرحيل.
حديث مع النفس -4-
ومضة : لا يوجد أقسى
من الموت سوى أن تكون الحياة آخر ما يحتاجه الانسان!
2 التعليقات:
ألسلام عليكم
اسمحي لي مشكورة بالتعليق ،فقد لمست الكلمات ذكرى معاناه شخصية ،اسمحي لي بذكر معانيها فعساها تكون مفيدة ، وهي معاناة التمزق بين إرتياح الانسان للعزلة وشكوته من وحشتها في ذات الوقت.
أعلم تماماً مدى التمزق النفسي حينما يجبر الانسان على الخروج من صومعته الإختيارية إلى رحاب المخالطة بما يستتبعه من توجس ،وإستكشاف ،ثم الأمل ثم الفرحة ثم الإحباط ولوم الذات على تخليها عن نقاء الوحدة.
كما أعلم أيضاً إحساس الوحشة والضجر من الصومعة وعناء النداء المكتوم لمن يخرجنا منها.! وبعد طول عناء، علمت أن هناك مسافة علي أن أقطعها لاهثاً ما بين ال"أنا" وال-"نحن"، بحثاً عن نقطة الاتزان.
وما زاد تلك المسافة طولاً ووعورة هي حالة الغربة بتحديدها لدائرة ال-"نحن" وكأن علي أن اختار من ما هو مفروض مسبقاً.!
ولكن أي الحالتين أفضل وأصح ،فكلتاهما مرغوباتان مرفوضتان دائماً!، أظنهما ضروريتان لإستقامة الحياة ،بنسب متفاوتة لذات الشخص في أوقات مختلفة أو بين الأشخاص وبعضهم البعض ،حيث لا تستوي الفطرة بالركون لأي منهما وحده.
لكن لماذا الألم من تبعات الخلطة إن كانت ضرورة تفرضها الفطرة ؟أظنه شدة الأمل من أن نجد من تتطابق ذواتهم مع ذاتنا ،فحينما تتكشف قسمات النفس ، بما لا يترك مجالاً لتجمل أو مجاملة ، نصاب بإحباط يستعصي على التجاوز فنهرول عائدين الى ألملاذ الأمن ، الى الصومعة ، أحياناً لنقاهة ،أحياناً للترفع وربما أحياناً لعقاب الذات.!
MAJOR EXPECTATIONS=MAJOR FRUSTRATION
الى من سبيل للتعايش مع كلتا المتناقضتين ؟
بلا يوجد ،في ظني محاولة إستخراج المعاني من الوجود في كلتا الحالتين قد يعيننا على تحمل تبعات معايشة أي منهما ، فلا توجد تجربة فاشلة على الإطلاق ، حتى الفشل على مقياس معين قد يقرأ نجاح على مقياس أخر. ومع تراكم الخبرة - رغم تكلفتها-تستوي النفس وتشتد الهمة ويتبصر العقل في ما وراء المنظور ،ونكون عند إذن أهلاً لاستكمال الطريق "نحو" ما نذرنا أنفسنا لأجله ،دونما صخب وإنتظار ثناء .
خاتمة،
(( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أعظم أجراً من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم )) حديث أخرجه الترمذي وأحمد
تحياتي..
أشكرك أحمد يوسف على مرورك الكريم واضافتك الاكثر من قيمة :)
إرسال تعليق