كفقاعة صغيرة حائرة في قاع محيط، لا تقوى للإرتقاء للسطح ولا تتحمل ضغط القاع، عالقة بين انتظار فرصة و وانتظار اللاشيء.
في الانتظار تضيع ابتساماتنا، ذلك الغول الخفي يجبرنا على اجترار الماضي يجبرنا على الحنين بحثا عن دفء ضائع، ذلك الغول الذي يتغلغل في كل الحواس بسكينة وهدوء فتتوقف جل الحواس عن العمل. الانتظار لا يأتي أبدا منفردًا، بل يأتي دائمًا ممسكًا بيد الوحدة والبرد، وكلما طال الوقت زاد سطوع النجم المنتظر، بل ربما زاد تمسكنا بذلك القادم المجهول.
أشياء كثيرة في حياتنا مجبرين أن ننتظرها، لم أكن أدرك أن ذلك الداء "الانتظار" كان يبحث عن دوائه عن "الصبر".. وأنا ما عرفت يوماً أن أتقن تركيبة ذلك الصبر ولم أهتدي يوماً إليها، فلم أصبر وزاد تمردي.. تمنيت لو أنني كنت أستطيع يوماً أن أعرفهما ببعضهما (الصبر والانتظار) كنت قللت حجم العجز في الروح كنت أقنعتها أن تقبل بالواقع عن طيب خاطر. في كل مرة كان يدق بابي ذلك المارد الانتظار لم أستطع أن أروضه أو أن أهذب نفسي في حضوره، تمنيت لو أني استطعت يوما أن أكسر رأس الطفلة العنيدة التي تحتلني، تمنيت لو أني استطعت أن أتخذ من الصبر صديقًا وفيًا.
في كل مرة اضطرتني الحياة لمواجهة ذلك اللعين "الانتظار" كنت أحاول أن أقاوم ضيق الصدر وقصر النفس، وأقنع نفسي أني سأنتصر عليهما، كنت أحاول أن أرفع رأسي بعيدًا عن هوة اليأس.. أن أصبغ ابتسامتي بكل الألوان المبهجة لأخفي اصفرار الروح، وجاءت محطة الوصول.. مللت كل الانتظارات مللت انتظار البدايات والنهايات مللت ترقب النجاح أو الفشل على حد سواء، فقد كل شيء بريقه تمامًا، وما عاد في مقدور أي شيء أن يقدم لي فرحة منتظرة، ولا حتى تنهيدة ارتياح متوقعة، أدركت أن الانتظار يحطم أرواحنا وأن كل ترتيبات على مقعد الانتظار ما هي إلا مستهلكات للروح.
0 التعليقات:
إرسال تعليق