الخميس، 30 مايو 2013

ر م ه

عن تلك الفتاة التي أغرم بها .. أحبها وخذلته تلك الفتاة التي عرف العالم كله بحبه لها .. دائما ما يحدثك عنها عن أفعالها و أقوالها حتى إيمائتها .. في البداية لن تعر ذلك اهتماما بل ستتعاطف معه سيحن قلبك عليه كلما حدثك عنها وربما تتسال أيوجد مثل ذلك الحب ؟؟ حتى انه لم يعد يجد للحياة معنى بدونها .. فأصبح جل ما يطلبه من الحياة هو الموت .. او كما يقول !!

لازالت تتذكر نبرة صوته الحزينة  حين أخبرها أنه حضر خطبة فتاته الليلة تذكر تلك الليلة جيدا .. تذكر كلماته فقد كان وقعها على أذنها مختلف حيث لم يكن أمامها سوى أن تحاول تخفيف ما به من ألم حتى وإن كانت تعلم تمام العلم أن كلمات العالم أجمع لن تكفي لتخفيف ما به ألم ..هرب من فتاته إليها هرب من رفضها إليها ورحبت به تعاطفا معه .. أوهم نفسه وأوهمها أنه لم يعد يجمعه بفتاته الأولى سوى الصداقة لا أكثر .. فلم يعد بوسعها أن تقول أي شيء سوى أن تبتسم مرات وتضحك مرات  أخرى في محاولة للهروب من كل المشاعر السلبية التي قد تطاردها!!

ومع كل كان مره يحدثها فيها عنها كانت تحاول جاهدة مساعدته في الوصول إليها .. بعد أن اعترف لها ذات مره انه لم يستطع أن يحبها و قد كان يعنيها كان صدقا حين قالها ..تقبلت كلماته في صمت كعادتها ..وتسألت بينها وبين نفسها لما يتقرب منها إذن ؟؟  تقربه منها لم يكن سوى إرضاءاً لغروره وكبريائه .. يزداد شعورها يوما بعد يوم انه لم يفكر يوما في أن يحب غير فتاته الأولى ولا يريد أن يحب غيرها .. معرفته بها كانت مجرد محاولة منه ليثبت لذاته انه غير مرفوض وكل محاولة للتقرب منها أو عروضه المتعددة كانت مجرد إثبات لنفسه انه يأخذ العلاقة على محمل الجد .. لكن الواقع يثبت في كل مره عكس ذلك .. في كل مره كان يجد مبررات عده ليرمي بالكره في ساحاتها ليرمي باللوم عليها وانها هي من ترفض و لا تريد التقرب !! ليخلص نفسه من أي شعور بالتعاطف او اللوم لنفسه !!

أصبح عليها أن تعترف أن خبرته في اللعب كانت أكبر بمراحل من خبرتها في الحياة .. فحين تهين نفسك فلا تنتظر تكريم أو تعاطف من الاخرين فأنت من سمحت لهم منذ البداية أن يضعوا أحذيتهم عليك .. حين تقول نعم حتى لا تخسرهم في أوقات كانت لا هي الأصلح فلا تحزن فأنت السبب ولا أحد سواك .. حين تفهم ومع ذلك تصمت أمام غضبك و ألمك من أفعالهم حتى لا تكدر عليهم وعليك صفو لحظات تجمعكم فتحمل النتيجة ولا تلقي باللوم عليهم فلا أحد يستحق اللوم غيرك .. حين تعلم أنهم يخدعوك ومع ذلك تغض النظر وتتغاضى عن كل ذلك وتحمل نفسك عبء ذلك وتلوم نفسك وتحقرها فإنك تستحق الاحتقار وبجدارة !! حين تقدم كل فروض الطاعة والولاء والحب والاخلاص .. في زمن عزَ فيه أن تجد من يستحق ذلك كله فلا تندم فقد تعلمت درسا قاسياً لن تنساه !!

حين باح لها بصوت مرتجف أخاف بعدك .. تفحصت تلك العبارة لاحقا و بمرور الزمن أيقنت وأثبت لها هو أنه لم يخشى يوما ابتعادها .. جل ما كان يخشاه هو أن تبتعد بطريقة تجرح كبرياءه وغروره .. كان يريدها أن تبتعد لكن بطريقته هو !! حين باحت له لاول مره بحبها له فأجابها حب !!  أي حب ذلك الذي تتحدثين عنه !! صدقت أي حب ذلك الذي كانت تتحدث عنه غبية بلهاء أحبت !! فالحب يا عزيزي لا يحتاج لمعرفة مسبقة حين يخفق القلب لا نسأله عما يعلم ويجهل الحب لايؤمن بالتعقيدات حين  يخفق القلب لا يحتاج سوى لصدق متبادل وإخلاص !!

كانت على استعداد أن تضحي بالكثير بحريتها وجزء من أحلامها ومستقبلها من أجله و من أجل تلك اللحظات تمضيها معه في قمة سعادتها .. ولم يكن هو استعداد ان يضحي بأي شيء مقابل ذلك .. لم يكن ذلك جديدا في مجتمعات كمجتمعاتنا .. دائما هي من تضحي بطيب خاطر أو بضعف لا فرق .. ودائما ما يكون هو في مركز القوة  .. قليلون من يضحون من أجل الاخرين .. وأقل من يستحقون التضحية !!


0 التعليقات:

إرسال تعليق